2017/05/18

سلسلة أرض الأنبياء 1

معجزات موسى عليه السلام 1




 أحد أنبياء أولي العزم، وأعظم أنبياء بني إسرائيل، وهو موسى بن عمران ويعود نسبه الى لاوي بن يعقوب عليه السلام ويعتبر من أعظم الشخصيات التي مرت في تاريخ الانسانية ،  وحياته مليئة بالمعجزات والأيات والخوارق العظيمة .
 قصة المعجزة الأولى :  قيل إن موسى وهارون مكثا سنتين يغدوان الى باب فرعون ويروحان يلتمسان الدخول إليه ، فلم يجسر احد يخبره بشأنهما ، حتى أخبره مسخرة كان يضحكه بقوله ، فأمر حينئذ فرعون بإدخالهما . فلما دخلا قال له موسى : إني رسول من رب العالمين ، فعرفه فرعون فقال { قَالَ أَلَمْ نُرَبّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ • وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ ٱلَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ ٱلْكَٰفِرِينَ } فقال موسى { قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَاْ مِنَ ٱلضَّالّينَ • فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } فقال له فرعون { قَالَ إِن كُنتَ جِئْتَ بِـَٔايَةٍۢ فَأْتِ بِهَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّٰدِقِينَ } { فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِىَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ } حين ألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين أي عظيم الشكل بديع في الضخامة والهول ، والمنظر العظيم الفظيع الهائل ، حتى قيل : إن فرعون لما شاهد ذلك وعاينه أخذه رهب شديد وخوف بحيث انه حصل له إسهال أكثر من أربعين مره في اليوم حتى كاد أن يهلك .
المعجزة الثانية : وفي الوقت نفسه حصلت معجزة اخرى بعد ان ناشده فرعون بربه تعالى أن يرد الثعبان ، فأخذه موسى فعاد عصاً ، ثم { وَنَزَعَ يَده فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ }  أدخل يده في جيبه وأخرجها وهي كفلقة القمر بيضاء كالثلج لها نور يتلألأ يبهر الأبصار ، ثم ردها فعادت الى ماكانت عليه من لونها ، ثم اخرجها ، الثانية لها نور ساطع في السماء تكل منه الابصار قد أضاءت ماحولها يدخل نورها البيوت فلم يستطع فرعون النظر إليها ، ثم ردها موسى في جيبه وأخرجها فإذا هي على لونها وليس بها مرض .
المعجزة الثالثة : وأوحى الله تعالى إلى موسى  وهارون  أن { فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى } وهذا من حلمه تعالى وكرمه ورأفته ورحمته بخلقه مع علمه بكفر فرعون وعدوه وتجبره ، سبحان الله ما أحلمك على الخلق ، { قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى } وذلك لأن فرعون كان جباراً عنيدًا ، وشيطان مريدًا ، له سلطان في بلاد مصر طويل عريض ، وجاه وجنود وعساكر وسطوة ، وخافا ان يسطو عليهما في بادئ الامر فثبتهما تعالى وهو العلي الاعلى فقال { قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى } ما أجمل الحماية الإلهيه '

 فذهبا الى فرعون فقال له موسى : هل لك في أن أعطيك شبابك فلا تهرم ، وملكك فلا ينزع ، وأرد إليك لذة المناكح ، والمشارب ، والركوب ، فإذا مت دخلت الجنة وتؤمن بي ؟ فقال : لا حتى يأتي  هامان ، فلما حضر  هامان  عرض عليه قول موسى ، فعجزه ، وقال له : تصير تَعبُد بعد أن كنتَ تُعبَد ! ثم قال له : أنا أرد عليك شبابك ، فعمل له الوسمة فخضبه بها ، فهو أول من خضب بالسواد أي صبغ اللحية  فلما رآه موسى  هاله ذلك ، فأوحى الله إليه : لا يهولنك ما ترى فلن يلبث إلا قليلا . فلما سمع  فرعون  ذلك خرج إلى قومه فقال : إن هذا لساحر عليم . وأراد قتله . فقال مؤمن آل  فرعون ، واسمه خربيل { وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ } وقال الملأ من قوم فرعون { أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ * يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ } . ففعل وجمع السحرة ، فكانوا سبعين ساحرا ،  فوعدهم  فرعون واتعدوا يوم عيد كان لفرعون ، فصفهم  فرعون  وجمع الناس ، وجاء موسى ومعه أخوه هارون  وبيده عصاه حتى أتى الجمع  وفرعون  في مجلسه مع أشراف قومه ، فقال موسى  للسحرة حين جاءهم : { وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ } فقال السحرة بعضهم لبعض : ما هذا بقول ساحر ! ثم قالوا : لنأتينك بسحر لم تر مثله ، وقالوا { وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ }  ثم : { قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى }قال : بل ألقوا . فألقوا حبالهم وعصيهم فإذا هي في رأي العين حيات أمثال الجبال قد ملأت الوادي يركب بعضها بعضاً ، فأوجس موسى خوفا ، فأوحى الله إليه : { وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا } ، فألقى عصاه من يده فصارت ثعبانا عظيما فاستعرضت ما ألقوا من حبالهم وعصيهم ، وهي كالحيات في أعين الناس ، فجعلت تلقفها وتبتلعها حتى لم تبق منها شيئا ، ثم أخذ موسى  عصاه فإذا هي في يده كما كانت ، وكان رئيس السحرة أعمى ، فقال له أصحابه : إن عصا موسى  صارت ثعبانا عظيما وتلقف حبالنا وعصينا . فقال لهم : ولم يبق لها أثر ولا عادت إلى حالها الأول ؟ فقالوا : لا . فقال : هذا ليس بسحر . فخر ساجدا وتبعه السحرة أجمعون ، و { فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى }  قال فرعون { آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ } . فقطعهم وقتلهم وهم يقولون : ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين ، فكانوا أول النهار كفارا وآخر النهار شهداء.

معجزات موسى عليه السلام 2

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق