ثلاثة حروب من التاريخ





تهجير الشراكسة ..

بعد حرب دفاعية دامت رحاها أكثر من مئة عام خاضتها الشعوب المسلمة التي تقطن شمال القوقاز، والتي تعرف بالشراكسة, ضد زحف الإمبراطورية الروسية، استشهد منهم مئات الآلاف لتكون النتيجة المأساوية عام  1864م هي استسلام الشراكسة وتوقف المعارك، ليبدأ فصل جديد من معاناة الشعب الشركسي شبيها بنظيره الأندلسي عقب سقوط غرناطة، إذ أن القياصرة الروس مارسوا سياسة الإبادة المنظمة للشعب الشركسي، وارتكبوا العديد من المجازر، أشهرها: مجزر" آخجب " حيث قام الجنود الروس بحرق القرى الشركسية وقامت خيولهم بسحق المحاصيل في الحقول، ثم قام الروس بمصادرة الأوقاف الإسلامية، وأصبحت إدارة المساجد أو إعادة ترميمها خاضعة لموافقات مسبقة من السلطة الروسية بل من الكنيسة الأرثوذكسية نفسها. 
وسرعان ما أعلن الروس في نفس العام أن على الشركس أن يرحلوا طوعًا أو كرهًا إلى الأراضي العثمانية أو إلى غياهب المجهول، وبدأ الزحف باتجاه الغرب ورسمت الأقدام الشركسية آلاف الدروب إلى شواطئ البحر الأسود، وعلى شواطئ الرحيل مات منهم الآلاف بسبب انتشار الأوبئة بين حشود الراحلين خلال الانتظار وخلال النزوح في موانئ الإمبراطورية العثمانية، وألقيت جثثهم في البحر. وبعضهم مات بسبب غرق السفن التي تحمل الراحلين أثناء العواصف. وهكذا كان مصير شعوب القوقاز احتلال أوطانهم وتهجير ثلثي السكان الذين نجوا من الحروب والإبادة العنصرية والموت إلى أراضي الدولة العثمانية ومن استطاع الفرار منهم من السكان الأصليين أصبحوا أقلية مضطهدة داخل بلادهم !!



احتلال عدن

 العام 1513م هاجمت أساطيل الغزاة البرتغاليون عدن، وبعد معارك غير متكافئة تم احتلالها، هاجر الكثير من الأهالي؛ وبقي البعض يقاوم بشراسة أوجعت المحتل كثيرًا رغم أنها لم تكن منظمة.. ازدادت ضربات المقاومة فلجأ (البرتغاليون) لخطة مبتكرة لقتلها، حيث جاءوا بشخص مجهول اسمه (عبدالرؤوف أفندي)، وأطلقوا عليه اسمًا ثوريًّا رنانًا هو (ياسين).. لم يكن أحد في عدن كلها يعرف هذا الـ(ياسين)، لكن البرتغاليون دعموه سرًّا بالمال وبعض السلاح لكي يظهر أمام الشعب (الغلبان) بطلاً قوميًّا.. نادى (ياسين) بالجهاد لتحرير عدن فانقادت خلفه الحشود، وبعد عدة معارك -متفق عليها مع الغزاة- شاع ذكره، وأصبح الكل يلقبه بالزعيم! نادت (أوروبا) -كعادتها- بمؤتمر عالمي عاجل من أجل السلام، وطلبت من الزعيم المجاهد (ياسين) الحضور لـ(سلام الشجعان) فقبل! وفي تمثيلية مكشوفة تحدّى (ياسين) أن يحضر (البرتغاليون)! تمنّعت البرتغال في البداية تمنّع الراغب، ثم قبلت وتم كل شيء كما خُطِط َ له، أعلن (ياسين) حكومته المحلية، واعترف بحق البرتغال في عدن! فقسمت عدن إلى قسمين، قسم يحكمه العميل (ياسين)، ويتبعه اللاجئون والفقراء، وقسم آخر يحكمه المحتل البرتغالي، ويمتلك النصيب الأكبر من الأرض والثروة!
* يقول ماركس: "التاريخ يعيد نفسه في المرة الأولى كمأساة وفي الثانية كمهزلة"..




الحرب المقدسة || الحروب العثمانية الروسية في القرن السابع عشر ..

بعد حريق موسكو ثم هزيمة العثمانيين في معركة مولودي (1572م) انتظروا أكثر من مئة عام لاستئناف صراعهم مع الروس بعد انتهاء الحرب البولندية العثمانية (1672–1676م) حيث كانت أوكرانيا هي محل الصراع، انطلق السلطان محمد الرابع والصدرالأعظم قرة مصطفى پاشا على رأس حملة هائلة ضد روسيا في 30 مارس 1678، وحاصر الجيش العثماني قلعة جهرين وأسقطها في خلال شهر تقريبا بعدما قتل حوالي 20 ألف جندي روسي، وقد عاود العثمانيون الهجوم مرة أخرى بعدها بعامين حتى وقع الطرفان في بداية عام 1681 معاهدة باخشي سراي والتي اتفقوا فيها على قبول نهر دنيبر خطا فاصلا بين الإمبراطورية العثمانية وروسيا، لتنقسم السيطرة على أوكرانيا بين الروس والعثمانيين.
وقد كانت الهدنة المفروضة بينهما عشرين عاما إلا أن روسيا نقضت هذه الهدنة بعد خمسة أعوام إثر توقيعهم لاتفاقية سلام مع الكومونولث البولندي الليتواني في السادس من مايو عام 1686م والتي قاموا فيها بترسيم الحدود بين الدولتين، وقد اتفقوا في هذه المعاهدة على عدم توقيع أي اتفاقيات منفصلة مع الجانب العثماني، مما شجع الروس بعدها مباشرة على دخول الحرب ضد العثمانيين مرة أخرى. تلك الحرب التي سميت الحرب التركية الكبرى والتي استمرت من عام 1686 وحتى عام 1699 وانهزم فيها العثمانيون ضد التحالف الأوروبي المقدس (هابسبورج - بولندا وليتوانيا - النمسا - فينسيا) وخسروا أزوف لمصلحة الروس وانتهى الأمر بتوقيع معاهدة كارلوفيتز وتنازل العثمانيون عن معظم المجر وترانسلڤانيا للنمسا، بينما ذهبت پودوليا لپولندا فكانت هذه الحرب وهذه المعاهدة بداية لتراجع العثمانيين في أوروبا.

ليست هناك تعليقات

جمهورية أرض الصومال (صوماليلاند)

جمهورية أرض الصومال (صوماليلاند) هي دولة أعلنت استقلالها عن الصومال في عام 1991 عقب اندلاع الحرب الأهلية الصومالية. لكن لم يتم الاعتراف بها ...