ثلاثة حروب من التاريخ
وسرعان ما أعلن الروس في نفس العام أن على الشركس أن يرحلوا طوعًا أو كرهًا إلى الأراضي العثمانية أو إلى غياهب المجهول، وبدأ الزحف باتجاه الغرب ورسمت الأقدام الشركسية آلاف الدروب إلى شواطئ البحر الأسود، وعلى شواطئ الرحيل مات منهم الآلاف بسبب انتشار الأوبئة بين حشود الراحلين خلال الانتظار وخلال النزوح في موانئ الإمبراطورية العثمانية، وألقيت جثثهم في البحر. وبعضهم مات بسبب غرق السفن التي تحمل الراحلين أثناء العواصف. وهكذا كان مصير شعوب القوقاز احتلال أوطانهم وتهجير ثلثي السكان الذين نجوا من الحروب والإبادة العنصرية والموت إلى أراضي الدولة العثمانية ومن استطاع الفرار منهم من السكان الأصليين أصبحوا أقلية مضطهدة داخل بلادهم !!
احتلال عدن
* يقول ماركس: "التاريخ يعيد نفسه في المرة الأولى كمأساة وفي الثانية كمهزلة"..
وقد كانت الهدنة المفروضة بينهما عشرين عاما إلا أن روسيا نقضت هذه الهدنة بعد خمسة أعوام إثر توقيعهم لاتفاقية سلام مع الكومونولث البولندي الليتواني في السادس من مايو عام 1686م والتي قاموا فيها بترسيم الحدود بين الدولتين، وقد اتفقوا في هذه المعاهدة على عدم توقيع أي اتفاقيات منفصلة مع الجانب العثماني، مما شجع الروس بعدها مباشرة على دخول الحرب ضد العثمانيين مرة أخرى. تلك الحرب التي سميت الحرب التركية الكبرى والتي استمرت من عام 1686 وحتى عام 1699 وانهزم فيها العثمانيون ضد التحالف الأوروبي المقدس (هابسبورج - بولندا وليتوانيا - النمسا - فينسيا) وخسروا أزوف لمصلحة الروس وانتهى الأمر بتوقيع معاهدة كارلوفيتز وتنازل العثمانيون عن معظم المجر وترانسلڤانيا للنمسا، بينما ذهبت پودوليا لپولندا فكانت هذه الحرب وهذه المعاهدة بداية لتراجع العثمانيين في أوروبا.
التعليقات على الموضوع