قصة بلانش مونييه.. مأساة فتاة هزت باريس
حاولت بلانش إقناع امها بالذات التي كانت اشد رفضاً من الأب وكل محاولاتها باءت بالفشل فأعلنت بلانش اذا لم يوافقوا على الزواج سوف تهرب غضبت أمها منها وحذرتها وأعطتها إنذاراً نهائياً ان لم تكف عن ذلك ستندم لكن بلانش اختارت الحب وواصلت وفي يوم من الأيام كتبت بلانش رسالة إلى حبيبها المحامي كانت ترميها له من النافذة وهو يقفز السور ويأخذها لكن لسوء حظ بلانش سقطت الرسالة بيد امها عندما كانت تسير خارجا لاستنشاق الهواء كتبت بلانش لحبيبها موعد الهرب فقررت أمها ووالدها حبسها في غرفة في الطابق العلوي، ومن بعد ذلك اليوم انقلبت حياة بلانش إلى جحيم تحت جبروت امها ووالدها الذين لم يعرفوا الرحمة تم حبس بلانش لمدة خمسة وعشرون سنة في غرفة مظلمة اغلقت جميع منافذها لا ترى فيها النور من دون ملابس عارية تماما لا ترى أي إنسان سوى امها ووالدها وشقيقها مارسيل يرمون بقايا طعامهم لها من الباب ثم يقفلونه كانوا لا يطعمونها كل يوم كما لم تسمح لها أمها الاستحمام او الذهاب حتى للحمام كانت تقضي حاجتها في الغرفة غضت خمسة وعشرون عاما فوق سريرها وهو المكان الذي تنام فيه وتأكل فيه وتتبول فيه ويوم بعد يوم تزداد سوءاً حتى تراكمت القذارة حولها وهذا جذب لها مجموعة متنوعة من الحشرات والجرذان والبق .
.
.
كان الجيران على علم ان بلانش محبوسة لانهم كانوا يسمعون صراخها في غرفتها وعندما كانوا يسألون أمها عن بلانش وماذا حدث لها تدعي ان بلانش اصيبت بالجنون، في ذلك الزمن كان الإجراء المعتاد لكل أسرة لديها احدا من أفراد عائلتها مصاب بمرض عقلي هو حبسه في غرفه لذلك لم يشك الجيران ابدا بأمر مريب
ولم يبلغ احدا الشرطة لم تتعرض بلانش للتعذيب
الجسدي بل تعرضت للتعذيب النفسي ببطء وقادها ذلك إلى الجنون في هذه الفترة توفي والدها واستمرت والدتها بحبسها .
في عام 1901 تلقى النائب العام في فرنسا رسالة من مجهول وقد كتب في الرسالة:
المدعي العام : يشرفني إخبارك بحدوث أمر استثنائي بشكل استثنائي، أتحدث عن العانس المحبوسة في منزل مدام مونيرز دون طعام وتعيش على القمامة منذ خمسة وعشرون عاماً أرجو منكم إنقاذها !
.
.
.
في البداية ، كان المدعي العام والشرطة متشككين بمصداقية الرسالة، لان عرف عن أمها السيدة مونيرز بأنها امرأة محترمة ومحبوبة لدى الجميع ومن غير الممكن ان يصدر منها مثل هذا التصرف وبحق من ؟ بحق ابنتها ومع ذلك قرر المدعي العام التأكد من مصداقية الرسالة وأمر بتفتيش منزل عائلة السيدة وبالفعل ذهب الضباط للمنزل واكتشفوا الغرفة المغلقة بالطابق العلوي ولم يكن لديهم أي فكرة عن الفضائع التي سوف يرونها داخل الغرفة وعندما كسروا الباب بصعوبة سقطت الستائر القديمة ذات الألوان القديمة المملوءة بالغبار شعروا بالرعب واستقبلتهم الرائحة الكريهة امر الضابط بفتح النافذة وبمجرد دخول الضوء للغرفة هالهم ما رأوا شبح امرأة مستلقية متغطية ببطانية قذرة كانت ترقد عارية بدون ملابس وحولها البراز وعظام اللحم والخضراوات والسمك والخبز الفاسد وأنواع الحشرات التي تمر عبر وعلى سريرها امر الشرطي تغطية بلانش ونقلها سريعاً إلى اقرب مستشفى يقول الشرطي عندما رأتنا بلانش كانت تهذي وبالكاد تمشي خائفة تغمض عينيها من النور الذي لم تراه لمدة خمسة وعشرون عاماً كما لاحظ رجال الشرطة جدران الغرفة مملوءة بالكلمات والعبارات كتبتها بلانش للتعبير عن حريتها
وعلى الفور تم إلقاء القبض على أمها وشقيقها المحامي مارسيل وتم التحقيق معهما ولان امها امرأة في منتصف السبعينات كانت الحالة الصحية للام مشكوك فيها كانت تعاني من مشاكل وضعف في القلب وعندما تم سجنها لحين محاكمتها تراجعت صحتها واضطرت الشرطة لنقلها للمستشفى وبعد 15 يوما من توقيفها ماتت الأم من مضاعفات في القلب ولأن الام مدام مونير توفيت قبل أن تتمكن المحكمة من محاكمتها ، واجه ابنها مارسيل مونييرز المحكمة بنفسه وبالفعل كونه محامي مسك قضيته ودافع عن نفسه، كان الشعب حينها غاضب من عائلة مونيييه وطالبوا بالعقاب لشقيقها.
وعندما بدأت جلسة المحاكمة دافع مارسيل عن نفسه وأكد ان والدته هي المسؤولة عن العائلة وليس هو وزعم انه حاول ان ينقذ اخته بقدر ما يستطيع لكن والدته كانت تمنعه وبالفعل نجح مارسيل بإقناع المحكمة وحكم عليه بالسجن لمدة خمسة عشر شهراً فقط وذلك لدوره في سجن شقيقته بلانش وسوء المعاملة
فقام باستئناف الحكم وقال انه لم يكن عنيفاً مع أخته وفاز بالنهاية بالبراءة وأسقطت المحكمة جميع التهم عنه وأخذ ميراث العائلة وعندما علم الشعب قرروا الانتقام منه بانفسهم ولكنه هرب مع زوجته وابنائه لمدينة أخرى .
.
.
وعندما تم نقل بلانش إلى المستشفى وأعطتها الممرضات حماما كانت هادئة وسعيدة و في نهاية المطاف وبعد الرعاية المستمرة ، اكتسبت بلانش وزناً وأصبحت قادرة على التحدث ولكن بعبارات قصيرة ولكن وبالرغم من ذلك فإن الحبس في غرفة مظلمة و الصدمة العميقة التي عاشتها لم تجعلها تتشافى بشكل كامل و عاشت بقية حياتها في مصحة في بلوا بفرنسا لمدة 12 سنة حتى وفاتها في عام 1913
وحتى يومنا هذا ، ظلت هوية كاتب الرسالة مجهولة، وقد افترض البعض أن مارسيل مونييرز شقيق بلانش هو من كتبها ، بينما يعتقد آخرون أنه شريك لأحد أفراد العائلة...
تعليقي : بلانش خسرت شبابها وحياتها وبالنهاية ما تم إنصافها الام ماتت قبل حتى لا يحكم عليها وأخوها براءة واخذ ورث العائلة وانتقل مع زوجته لمدينة أخرى .... ملاحظة المحامي اللي خطبها مات قبل لا يتم العثور عليها بسنوات يعني ليس هو من كتب الرسالة، من تتوقعون صاحب الرسالة ؟ .
الأوروبين يتفننوا بالإجرام
ردحذف