خونة عرب في نفايات التاريخ
الخونة في عالمنا العربي كثيرون جداً، لقد كانوا في الماضي، وهم موجودون في الحاضر، والكل يعلم بقتل القادة الفلسطينيين، الذي تم من قبل الموساد، وذلك بمساعدة الخونة، وسوف يظل الخونة موجودين في عالمنا العربي حتى قيام الساعة، وخونة الماضي ذكرهم لنا التاريخ، وخونة الحاضر سوف يذكرهم التاريخ مستقبلاً؛ سوف نذكر ثلاثة من الخونة كمثال وذلك حسب العصر والزمن، الخائن الاول من العصر الجاهلي، والخائن الثاني في العصر العباسي، والخائن الثالث في زمن الحكم الأيوبي. الخائن الأول هو ابو رغال، وابو رغال هو الشخص العربي الذي أرشد أبرهة إلى مسلك الطريق الى مكة مقابل المال، حينما عزم أبرهة على هدم الكعبة المشرفة، والكل يعلم بنهايته، حيث ذكر الله قصته بالقرآن الكريم، وذلك في سنة 570م، وسميت بعام الفيل، وفي هذه السنة ولد النبي صلى الله عليه وسلم. أما قبره فصار العرب ترجمه بالحجارة حينما يقصدون مكة المكرمة، لأن قبره بالقرب من هناك. أما الخائن الثاني فهو ابن العلقمي، وابن العلقمي هو وزير الخليفة العباسي المستعصم بالله، حيث كان ابن العلقمي يراسل القائد المغولي هولاكو بالسر، يطلب منه ان يحتل بغداد، وان يكون له دور في حكم العراق إذا سقطت بغداد، ولكي تكون المهمة سهلة على هولاكو، قام ابن العلقمي بتسريح تسعين ألفاً من الجنود، وأبقى على عشرة آلاف جندي لحماية بغداد، وذلك بحجة تقليص النفقات، وعندما مهد الأمور، طلب من هولاكو ان يأتي الى بغداد، فوصل هولاكو عند أسوار بغداد، وطلب ابن العلقمي من الخليفة ان يذهب بنفسه هو والأمراء وأعيان البلاد، وطلب منه ان يكون محملاً بالهدايا الثمينة الى هولاكو، مدعياً بأن هذه الطريقة ربما يتراجع هولاكو عن احتلال بغداد، وذهب الخليفة بحاشية من 700 فرد، ولكن الذي حصل عكس ذلك، حيث قام هولاكو بقتل الجميع، وذلك أمام عيون الخليفة، ثم قام هلاكو بعد ذلك بقتل الخليفة نفسه، وابن العلقمي ينظر وفي لحظتها سقطت الدولة العباسية، وكان ذلك في عام 1258م، فقام هولاكو بقتل قرابة المليون فرد، ودمر بغداد تدميراً شاملاً بشرياً وثقافياً، اما ابن العلقمي فلم يحصل على اي شيء من هولاكو، ومات بعد فترة قصيرة مقهوراً. أما الخائن الثالث فهو الملك صالح اسماعيل الأيوبي، حيث كان يحكم دمشق وفلسطين، فطمع في ضم مصر الى مملكته، وكانت مصر يحكمها ابن أخيه الملك صالح أيوب زوجته شجرة الدر. فجهز جيشاً كبيراً، فطلب الملك صالح اسماعيل من بعض ملوك الممالك الصليبية مساعدته على حرب ابن أخيه، فاشترطوا عليه التنازل لهم عن القدس مقابل المساعدة، فوافق على ذلك وأعطاهم فوق ذلك مدينة عسقلان، ودارت معركة شرسة بين الجيشين، وموقع المعركة كان عند مدينة غزة، وفي نهاية المعركة انتصر الملك صالح ايوب على جيش الملك اسماعيل والجيوش الصليبية، اما الجيوش الصليبية ففرت هاربة الى مدنها مخلفة وراءها ثلاثين ألف قتيل، اما الملك صالح فواصل تقدمه الى مدينة القدس وحررها، وظلت القدس عربية حتى احتلت مرة أخرى من قبل اليهود، وهذه الخيانة تمت بعد موت صلاح الدين خلال أشهر قليلة من وفاته، هذا هو الجانب المظلم في تاريخ أمتنا العربية.
التعليقات على الموضوع