عندما غزا الأحباش مكة لهدم الكعبة
تحرك الجيش العظيم من اليمن صوب مكة المكرمة يتقدمه 13 فيلا أكبرها يدعى "محمودا" كان ذلك عام 571م وهو نفس العام الذي صادف ولادة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، لم يرض أحد من العرب أن يكون دليلا لجيش أبرهة مهما عرضوا عليه من المغريات، لكن رجلا يدعى "أبو رغال" قبل المهمة وقاد الجيش كدليل لهم في متاهات الصحراء مقابل مبلغ من المال فباع نفسه وخان عروبته، فأهلكه الله في الطريق، وظلت العرب ترمي قبره وتلعنه لقاء ما فعل وأصبح رمزا للخيانة يضرب به المثل فيها، واجهت أبرهة الحبشي بعض القبائل لتردعه عن هدم بيت الله الحرام ولكنه هزمها لعظمة جيشه وقوة عتاده اقترب الجيش الجرار من مكة وأصبح على مشارفها لم يكن لقريش طاقة بصد هذا الهجوم فتفرقوا في الجبال والأودية ولما سطا أبرهة على إبل لعبد المطلب خرج الرجل إثر إبله وقابل أبرهة قائلا له "أنا رب الإبل وللبيت رب يحميه" وعاد عبد المطلب وأخذ بحلق باب الكعبة وقال: " يا رب لا أرجو لهم سواكا يا رب فأمنع منهم حماكا إن عدو البيت من عاداكا إنهم لن يقهروا قواكا" تهيأ أبرهة لدخول مكة ولكن الفيل برك رافضا السير فكلما وجهوه نحو الكعبة برك وأبى وإن وجهوه نحو الشام أو اليمن هرول ومشى، وما هي إلا لحظات حتى أقبل جند من جنود الله من ناحية البحر، تعلو السماء إنها طيور أبابيل تحمل في مناقيرها وأرجلها حجارة من سجيل ترميها على جيش أبرهة ما أن تصيب أحدهم منهم إلا هلك ومات، تشردوا في الجبال والأودية، تلحقهم الطير المجندة وهم يتساقطون بكل سبيل وطريق، وهلك الجيش العرمرم المقدام عن بكرة أبيه، وأصيب أبرهة في جسده وهلك، سجل القرآن هذه الحادثة ونزلت سورة قرآنية في ذلك وظل العرب يؤرخون بهذه الحادثة العظيمة ردحا من الزمن.
التعليقات على الموضوع