مرض التعرق.. يصيبك ليلاً ويقتلك عند الفجر

تمرض في الليل وتموت عند الفجر وإذا بقيت حياً مع المرض لمدة 24 ساعة فسوف تنجو وتعيش 

في أواخر القرن الخامس عشر، انتشر مرض غامض في إنجلترا. مات بسببه الآلاف وأغلبهم من الأثرياء وطارد رهابه الآلاف في الأرض. المرض، المسمى بمرض التعرق، هو الآن مجرد قصص في كتب التاريخ والأدب فلا وجود له. لقد اختفى منذ 500 عام ولم يعد. 

ربما يكون المرض قد غير التاريخ بقتل الأمير آرثر، وريث العرش في إنجلترا والذي بشرت وفاته بعهد هنري الثامن الملك المضطرب.

 ويظل هذا المرض أحد أسرار الطب العظيمة. لقد جاء على خمس موجات، وطارد الناس في إنجلترا لمدة 70 عامًا قبل أن يختفي. أثر المرض في الغالب على سكان المدن

وقد اشتهر بمعدل الوفيات الذي يقدر بـ 30%-50%، من المصابين وبشراسته فهو ينهك الجسد حتى يقضي عليه. هناك مقولة شائعة تقول "تمرض عند العشاء وتموت بحلول الصباح". وكان العزاء الوحيد هو أنك إذا بقيت على قيد الحياة لمدة 24 ساعة، فستعيش عادة.

 كان المرض جغرافيًا يقتصر على إنجلترا ونادرًا ما عبر الحدود إلى اسكتلندا أو ويلز أو عبر البحر إلى أيرلندا. وكانت هناك حالات قليلة في أوروبا.

وعلى عكس معظم الأمراض، يبدو أنه يهاجم الأثرياء والأصحاء على عكس الأمراض الأخرى التي تميل إلى إصابة كبار السن أو الصغار جدًا أو الضعفاء جدًا في المقام الأول.

يبدأ الأمر بحمى وآلام في الرقبة والظهر والبطن، ثم يعقبه القيء. وعانى الضحايا من نوبات برد و قشعريرة وحمى شديدة. وينتهي عادة بعرق غزير يعاني منه الضحايا قبل وفاتهم المبكرة. وكان العرق معروفاً برائحته الكريهة، ومن هنا جاء اسم المرض.

لم يظهر المرض في السجل التاريخي منذ القرن الخامس عشر.