هكذا حفظوا جثث موتاهم آلاف السنين.. طريقة التحنيط عند الفراعنة


اكتشفت مؤخراً طريقة التحنيط واكتشفت مواده وأساليبه فقد اكتشف المصريون القدماء التحنيط عن طريق ترك الجثة فوق الرمال الساخنة التي تغطيها أشعة الشمس إذ وجد أن الجثة لا تتحلل سريعا وقد ذكر هيرودوت (مؤرخ إغربقي) بعض الطرق ومن هنا استطعنا اكتشاف طريقة التحنيط، وطرقه كالتالي:



أولاً يبدأ بنقل الجثة إلى "إيبو" وهو عبارة عن خيمة يتم فيها غسل جسد المتوفى بالماء مع كمية قليلة من ملح النطرون الذي يتم جلبه من منطقة "وادي النطرون" ويتم وضع الجسد بعد نزع ملابسه على مائدة التحنيط ويراق عليه الماء ممزوجا بالملح ثم يتم نقله إلى "وعبت وات" أو المكان الطاهر حيث يعمل المحنط..


وتبدأ خطوات التحنيط  باستخراج المخ عادة عن طريق الأنف بواسطة خطاف من البرونز، ويصب في الجمجمة سائل عن طريق فتحتي الأنف وعبر قمع، يساعد على إذابة بقايا المخ العالقة، وعادة يهتك المخ لضخامة حجمه وضآلة فتحة إخراجه، أو يخرج المخ من الرأس وذلك نظرا لأن المخ من أوائل الأنسجة، التي تتعرض للتحلل والعفن بعد الوفاة. بعد ذلك يشق الخصر من الناحية اليسرى بحجر أثيوبي، ومن هذه الفتحة تستخرج الأمعاء والكبد والطحال، أما الكليتان فتحنطان بالملح، ثم تضمدان بالشرائط الكتانية، ثم يشق الحجاب الحاجز لاستخراج الرئتين، أما القلب وأوعيته الكبيرة فتترك مكانها، وإذا تم استئصاله سهوا مع الرئتين يعاد تحنيطه ويوضع في مكانه مرة أخرى نظرا لأهمية القلب  ومن أجل تحرى السلامة وعدم ترك احتمالات لتلف هذا العضو المحورى، كان يوضع ما يعرف بجعران القلب مكتوبا عليه تعويذة من كتاب الموتى محل القلب الحقيقي ، ثم يغسل تجويف البطن والصدر بنبيذ البلح والتوابل، ثم يملأ البطن بمختلف مواد مثل المر والقرفة، ثم تخيط الفتحة وتعالج الأحشاء بعد ذلك بالنطرون والشحوم والعطور وتوضع الأحشاء بالقرب من الجسد وأحيانا داخله.


بعد ذلك تدهن الجثة بالزيت والمر ويحشى الفم بالكتان المغمور في الراتينج ولا تستخرج العينان بل يضغط عليهما في تجويفهما ثم يحشى التجويف بالكتان ويجذب الجفنان على الحشو، أو توضع أشياء أخرى في محجري العينين مثل "البصل" 


إذن الخطوات كالتالي:


ـ استخراج المخ من الجمجمة بالشفط عن طريق الأنف باستعمال الإزميل والمطرقة للقطع من خلال الجدار الأنفي، وبعد ذلك يسحب المخ من خلال فتحة الأنف بسنارة محماة ومعكوفة واستخراج أحشاء الجسد كلها ما عدا القلب (مركز الروح والعاطفة)، وبذلك لا يبقى في الجثة أية مواد رخوة تتعفن بالبكتريا إما بالفتح أو حقن زيت الصنوبر في الأحشاء عن طريق فتحة الشرج.


ـ يملئ تجويف الصدر والبطن بمحلول النطرون ولفائف الكتان المشبعة بالراتنج والعطور، وهي جميعا مواد لا يمكن أن تكون وسطا للتحلل والتعفن بالبكتيريا.


ـ تجفيف الجسد بوضعه في ملح النطرون الجاف لاستخراج كل ذرة مياه موجودة فيه واستخلاص الدهون وتجفيف الأنسجة تجفيفا كاملا.


ـ طلاء الجثة براتنج سائل لسد جميع مسامات البشرة وحتى يكون عازلا للرطوبة وطاردا للأحياء الدقيقة والحشرات في مختلف الظروف، حتى لو وضعت الجثة في الماء أو تركت في العراء.


ـ في أحد المراحل المتقدمة من الدولة الفرعونية الحديثة، وضعت الرمال تحت الجلد بين طبقة العضلات والجلد عن طريق فتحات في مختلف أنحاء الجثة لكي تبدو الأطراف ممتلئة ولا يظهر عليها أي ترهل في الجلد.


ـ استعمال شمع العسل لإغلاق الأنف والعينين والفم وشق البطن.


ـ تلوين الشفاه والخدود بمستحضرات تجميل.


ـ لف المومياء بأربطة كتانية كثيرة قد تبلغ مئات الأمتار مدهونة بالراتنج تلون بأكاسيد الحديد الأحمر (المغرة الحمراء) مضاف لها شمع العسل كمادة لاصقة في آخر السبعين يوما التي تتم فيها عملية التحنيط.


وخلال عمليات لف الجثمان باللفائف كان يراق الراتينج والدهانات فوق الأكفان لضمان التصاقها وأثناء كل عملية من هذه العمليات كان هناك كاهن يقوم بتلاوة بعض التعاويذ ، وبعد الانتهاء من إعداد المومياء توضع داخل أغلفتها المصنوعة من الخشب، ثم تخرج في جنازة مهيبة إلى مثواها الأخير وتوضع كنوز المتوفى معه، وقد يتم قتل عدد من العبيد ودفنهم مع الجثمان في المقبرة ليخدموا سيدهم عندما يستيقظ في عالمه الآخر وأخيرًا يتم ردم باب المقبرة نهائياً



ـ إن أساس علم التحنيط هو تجفيف الجثة تماما ومنع البكتيريا من الوصول إليها. وعلم التحنيط يدرس حاليا في جامعة اوكسفورد في بريطانيا ويدرس أيضا في كليات الصيدلة بجامعات مصر في منهج (تاريخ الصيدلة والتصنيع الدوائي).



 

هناك تعليقان (2):

  1. غير معرف08 نوفمبر, 2023

    لاحول ولاقوه الابالله

    ردحذف
  2. غير معرف08 نوفمبر, 2023

    رائعه هذه المعلومات

    ردحذف

جمهورية أرض الصومال (صوماليلاند)

جمهورية أرض الصومال (صوماليلاند) هي دولة أعلنت استقلالها عن الصومال في عام 1991 عقب اندلاع الحرب الأهلية الصومالية. لكن لم يتم الاعتراف بها ...