عاش خائن ... ومات كافر... بئر الخيانة.. عزت العلايلي

 


في حي باب الشعرية القديم في القاهرة سنة 1934، وُلد طفل صغير اسمه عزت العلايلي. عيلة متوسطة الحال، وأب شغال محاسب وأم ست بيت، وكان عنده خمس إخوات. عزت كان ترتيبه الثالث، وعاش طفولته وهو بيحب التمثيل ومفتون بالمسرح، خصوصًا بعد ما والده كان بياخده يشوف مسرحيات يوسف وهبي ونجيب الريحاني. العيلة دي كانت عندها مكتبة كبيرة مليانة كتب شعر وأدب وسياسة، وكان عزت زي ما تقول كده، مولود وسط الثقافة.


البداية المؤجلة بعد ما خلص عزت دراسته في المعهد العالي للفنون المسرحية ، كان نفسه يبدأ مشواره في التمثيل، لكن القدر كان ليه رأي تاني. أبوه توفى، واضطر عزت يتحمل مسؤولية أشقائه الأربعة. عشان كده، أجّل خطوة التمثيل واشتغل معد برامج في التلفزيون، ولما أخد شوية خبرة كمان، اشتغل مخرج لمدة ثلاث سنين.


الفرصة الذهبية في سنة 1962، الفرصة جتله على طبق من دهب لما شارك في فيلم "رسالة من امرأة مجهولة"، وكانت دي نقطة الانطلاق الحقيقية ليه. وبعدين، يشارك في أدوار صغيرة، زي دوره كضابط في ثلاثية نجيب محفوظ. ومن هنا بدأت تتوالى الأعمال وتزيد شهرته.


فيلم "الأرض" وسقوط البقرة! من أشهر أفلامه "الأرض"، اللي أخرجه المخرج العظيم يوسف شاهين. عزت كان بيحكي إنه في يوم من الأيام سمع جرس الباب، ولقى يوسف شاهين قدامه بيقوله: "عايزك في فيلم الأرض". وده كان من أحلى أيام حياته. الفيلم كان بيمثل قضية جادة، ومافيش فيه هزار. لكن بيفكر في مشهد سقوط البقرة في الساقية، اللي كان في عز الشتاء والمياه كانت بردها زي التلج، وقال: "المشهد كان صعب جدًا، لكن العمل كان يستاهل".


"الطريق إلى إيلات" والحماس الوطني كمان فيلم "الطريق إلى إيلات" كان محطة مهمة جدًا في حياته، المخرجة إنعام محمد علي كانت على وعي كبير وإدراك لأهمية الفيلم اللي بيتكلم عن قصة حقيقية، وموضوع تاريخي عسكري. في يوم جاله محمد سعد وسأله: "إحنا هننزل البحر بجد؟" فرد عليه بالإيجاب، وفعلاً نزلوا البحر، ومحمد سعد كان خايف لكنه واجه مخاوفه ولبس بدلة الغطس.


حب حياته: سناء الحديدي في لقاء مع إسعاد يونس في "صاحبة السعادة"، حكى عن زوجته الراحلة سناء الحديدي، اللي كانت شريكة حياته وصديقة عمره. قال: "كانت صاحبة فضل كبير عليا، ولا أقدر أتصور حياتي من غيرها. ساعات أصحى على صوتها وهي مش موجودة." بعد وفاتها، عاش عزت وحيد، لكنه فضل دايمًا يتكلم عنها بكل حب واحترام.

اتهام ومحاولة اغتيال في حياته، مر عزت بأزمات، زي ما حصل في واقعة اتهامه بمحاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر في حادث المنشية. كان عايز ينضم للفدائيين عشان يحارب الإنجليز، لكن اتقبض عليه بالغلط مع ناس تانية. ومع إنه اتحبس فترة، فضل مؤمن بمشروع عبد الناصر الوطني، وقال: "عبد الناصر كان طموح ومحب لمصر، وحقق نقلة كبيرة للبلد".


الوداع الأخير ، رحل عزت العلايلي عن الدنيا، عن عمر 86 سنة، بعد حياة مليانة عطاء وفن. أدواره زي "الأرض"، "السقا مات"، "المواطن المصري"، و"الطريق إلى إيلات" هتفضل محفورة في ذاكرة السينما المصرية.


العبرة المستفادة قصة عزت العلايلي بتعلمنا إن الطريق للنجاح مش دايمًا سهل، ساعات بتقابلك تحديات كبيرة وظروف تضطر تتحمل مسؤوليات أنت مش مستعد ليها. لكن بالصبر والالتزام، ومع الحفاظ على القيم والمبادئ، ممكن توصل لحلمك وتسيب بصمة في حياة الناس. وفي النهاية، الحب والوفاء هما اللي بيخلوا لحياتنا معنى، زي حب عزت لمراته ووفاءه ليها حتى بعد ما فارقته.


"الحياة اختبار، ولو قدرت تصمد وتواجه الصعاب، النجاح

سيبقى مكافأتك".



ليست هناك تعليقات

عاش خائن ... ومات كافر... بئر الخيانة.. عزت العلايلي

  في حي باب الشعرية القديم في القاهرة سنة 1934، وُلد طفل صغير اسمه عزت العلايلي. عيلة متوسطة الحال، وأب شغال محاسب وأم ست بيت، وكان عنده خمس...