سلسلة أرض الأنبياء 1

معجزات موسى عليه السلام 1




 أحد أنبياء أولي العزم، وأعظم أنبياء بني إسرائيل، وهو موسى بن عمران ويعود نسبه الى لاوي بن يعقوب عليه السلام ويعتبر من أعظم الشخصيات التي مرت في تاريخ الانسانية ،  وحياته مليئة بالمعجزات والأيات والخوارق العظيمة .
 قصة المعجزة الأولى :  قيل إن موسى وهارون مكثا سنتين يغدوان الى باب فرعون ويروحان يلتمسان الدخول إليه ، فلم يجسر احد يخبره بشأنهما ، حتى أخبره مسخرة كان يضحكه بقوله ، فأمر حينئذ فرعون بإدخالهما . فلما دخلا قال له موسى : إني رسول من رب العالمين ، فعرفه فرعون فقال { قَالَ أَلَمْ نُرَبّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ • وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ ٱلَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ ٱلْكَٰفِرِينَ } فقال موسى { قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَاْ مِنَ ٱلضَّالّينَ • فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } فقال له فرعون { قَالَ إِن كُنتَ جِئْتَ بِـَٔايَةٍۢ فَأْتِ بِهَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّٰدِقِينَ } { فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِىَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ } حين ألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين أي عظيم الشكل بديع في الضخامة والهول ، والمنظر العظيم الفظيع الهائل ، حتى قيل : إن فرعون لما شاهد ذلك وعاينه أخذه رهب شديد وخوف بحيث انه حصل له إسهال أكثر من أربعين مره في اليوم حتى كاد أن يهلك .
المعجزة الثانية : وفي الوقت نفسه حصلت معجزة اخرى بعد ان ناشده فرعون بربه تعالى أن يرد الثعبان ، فأخذه موسى فعاد عصاً ، ثم { وَنَزَعَ يَده فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ }  أدخل يده في جيبه وأخرجها وهي كفلقة القمر بيضاء كالثلج لها نور يتلألأ يبهر الأبصار ، ثم ردها فعادت الى ماكانت عليه من لونها ، ثم اخرجها ، الثانية لها نور ساطع في السماء تكل منه الابصار قد أضاءت ماحولها يدخل نورها البيوت فلم يستطع فرعون النظر إليها ، ثم ردها موسى في جيبه وأخرجها فإذا هي على لونها وليس بها مرض .
المعجزة الثالثة : وأوحى الله تعالى إلى موسى  وهارون  أن { فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى } وهذا من حلمه تعالى وكرمه ورأفته ورحمته بخلقه مع علمه بكفر فرعون وعدوه وتجبره ، سبحان الله ما أحلمك على الخلق ، { قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى } وذلك لأن فرعون كان جباراً عنيدًا ، وشيطان مريدًا ، له سلطان في بلاد مصر طويل عريض ، وجاه وجنود وعساكر وسطوة ، وخافا ان يسطو عليهما في بادئ الامر فثبتهما تعالى وهو العلي الاعلى فقال { قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى } ما أجمل الحماية الإلهيه '

 فذهبا الى فرعون فقال له موسى : هل لك في أن أعطيك شبابك فلا تهرم ، وملكك فلا ينزع ، وأرد إليك لذة المناكح ، والمشارب ، والركوب ، فإذا مت دخلت الجنة وتؤمن بي ؟ فقال : لا حتى يأتي  هامان ، فلما حضر  هامان  عرض عليه قول موسى ، فعجزه ، وقال له : تصير تَعبُد بعد أن كنتَ تُعبَد ! ثم قال له : أنا أرد عليك شبابك ، فعمل له الوسمة فخضبه بها ، فهو أول من خضب بالسواد أي صبغ اللحية  فلما رآه موسى  هاله ذلك ، فأوحى الله إليه : لا يهولنك ما ترى فلن يلبث إلا قليلا . فلما سمع  فرعون  ذلك خرج إلى قومه فقال : إن هذا لساحر عليم . وأراد قتله . فقال مؤمن آل  فرعون ، واسمه خربيل { وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ } وقال الملأ من قوم فرعون { أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ * يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ } . ففعل وجمع السحرة ، فكانوا سبعين ساحرا ،  فوعدهم  فرعون واتعدوا يوم عيد كان لفرعون ، فصفهم  فرعون  وجمع الناس ، وجاء موسى ومعه أخوه هارون  وبيده عصاه حتى أتى الجمع  وفرعون  في مجلسه مع أشراف قومه ، فقال موسى  للسحرة حين جاءهم : { وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ } فقال السحرة بعضهم لبعض : ما هذا بقول ساحر ! ثم قالوا : لنأتينك بسحر لم تر مثله ، وقالوا { وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ }  ثم : { قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى }قال : بل ألقوا . فألقوا حبالهم وعصيهم فإذا هي في رأي العين حيات أمثال الجبال قد ملأت الوادي يركب بعضها بعضاً ، فأوجس موسى خوفا ، فأوحى الله إليه : { وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا } ، فألقى عصاه من يده فصارت ثعبانا عظيما فاستعرضت ما ألقوا من حبالهم وعصيهم ، وهي كالحيات في أعين الناس ، فجعلت تلقفها وتبتلعها حتى لم تبق منها شيئا ، ثم أخذ موسى  عصاه فإذا هي في يده كما كانت ، وكان رئيس السحرة أعمى ، فقال له أصحابه : إن عصا موسى  صارت ثعبانا عظيما وتلقف حبالنا وعصينا . فقال لهم : ولم يبق لها أثر ولا عادت إلى حالها الأول ؟ فقالوا : لا . فقال : هذا ليس بسحر . فخر ساجدا وتبعه السحرة أجمعون ، و { فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى }  قال فرعون { آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ } . فقطعهم وقتلهم وهم يقولون : ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين ، فكانوا أول النهار كفارا وآخر النهار شهداء.

معجزات موسى عليه السلام 2

ليست هناك تعليقات

جمهورية أرض الصومال (صوماليلاند)

جمهورية أرض الصومال (صوماليلاند) هي دولة أعلنت استقلالها عن الصومال في عام 1991 عقب اندلاع الحرب الأهلية الصومالية. لكن لم يتم الاعتراف بها ...