عبد الكريم الخطابي.. أسد الريف



هو المعلم والصحفي والقاضي والزعيم الريفي المغربي المقاوم، (رئيس جمهورية الريف: الامير القائد - محمد بن عبد الكريم الخطابي).

ولد (الخطابي) في قرية أجدير الواقعة بأقليم الريف شمال المغرب عام (1882م)، لأسرة تعود لقبيلة (بني ورياغال) الأمازيغية، وقد نشأ وتتلمذ في قريته على يد والده (زعيم قبائل الريف) وعمه، حيث تعلم مبادئ العلوم الدينية، ثم سافر الى تطوان للدراسة عام (1896م)، والتحق بالجامع الكبير حيث درس على يد شيوخ معروفين، وعاد منها الى أجدير عام (1900م).

وفي عام (1902م) رحل (الخطابي) الى فاس للدراسة، واستقر في مدرسة العطارين، ثم التحق بجامعة القرويين وواصل دراسته المعمقة على يد عدد من الشيوخ الكبار.

وكان (الخطابي) منذ صباه ذكيا ونشيطا سريع الملاحظة والاستيعاب، وعندما التحق بالقرويين كان واعيا للأحداث، ومدركا لطبيعة مؤامرات الغرب وفرنسا واسبانيا بشكل خاص على بلاده، وخلال تلك الفترة اتصل ببعض الشخصيات المسؤولة للاطلاع على مجريات الاحداث، ونجح في ربط الاتصال بين والده و(المخزن المغربي = النخبة الحاكمة).

ومنذ عام (1905م) خطط والد (الخطابي) لإرساله الى مليليه المحتلة للاطلاع على أوضاعها عن كثب، وفي عام (1906م) تخرج (الخطابي) من جامعة القرويين وعاد الى أجدير، وبدأ يتردد على مدينة الحسيمة ويختلط بالإسبان وبدأ يتعلم لغتهم، وقد عينه الإسبان لمعرفته لغتهم معلما للصبيان المغاربة في مليليه عام (1907م)، كما عين مستشارا في مكتب شؤون المغاربة اعوام (1909ـ 1911م)، كما عمل خلال المرحلة نفسها اعوام (1908ـ 1912م) في جريدة (تلغراف الريف) واسهم في اعدادها، وعمل كذلك مستشارا في المحكمة العليا للجنايات اعوام (1911ـ 1914م)، وأخيرا تسلم منصب قاضي القضاة اعوام (1914ـ 1919م).

وكان (الخطابي) يشغل أكثر من منصب، وكان ذلك اعترافا من الأسبان بأهليته من جهة، وفي محاولة استمالة والده أو تحييده من جهة أخرى، حيث كان والده قد ساند ثورة (الشريف: محمد أمزيان) اعوام (1906 ـ 1912م)، وقد حاول الأسبان استمالته واغراءه بمنصب الحاكم العام لإقليم الريف بعد اعلان الحماية الإسبانية عام (1912م) الا أنه رفض.

وفي عام (1915م) القت السلطات الإسبانية القبض على (الخطابي)، وذلك بسبب نشاطه المتزايد المعادي لهم، حيث دعا الى الجهاد ضدهم، وبعد (7) أشهر أطلق سراحه.

وفي عام (1920م) تزعم (الخطابي) قبائل الريف، وذلك بعد استشهاد والده، وفي عام (1921م) قاد (الخطابي) حرب تحرير الريف المغربي من الاسبان، فاثبت فيها انه قائد عسكري من طراز فريد، اذ كبد المحتلين خسائر فادحة في الارواح والمعدات، وخاصة في (معركة انوال) والتي خسر فيها المحتلون ما يناهز الـ (15,000) قتيل مما سبب استياءا لدى الاسبان.

وتمكن (الخطابي) عام (1923م) من تأسيس (جمهورية الريف)، وقد تخوف الأسبان من ان تكون هذه الجمهورية الفتية قاعدة لتحرير بلدان المغرب العربي كافة، كما ان هذه الجمهورية اثار حفيظة الفرنسيين الذين تحالفوا مع الأسبان للقضاء عليها، فحشدت الدولتان كل قواتهما العسكرية ضد (الخطابي) وأتباعه.

ولقد استطاع المحتلين من القضاء على (جمهورية الريف) عام (1926م)، بفعل تفوقهم الكبير في العدد والعدة، وكان مصير (الخطابي) وعائلته النفي الى جزيرة (لا ريونيون) في المحيط الهندي، وبعد أكثر من (20) عاما في المنفى قرر الفرنسيين نقله إلى فرنسا، وأثناء مرور الباخرة التي تقله وعائلته ببورسعيد طلب حق اللجوء السياسي من (ملك مصر: فاروق)، فأستجيب فورا إلى طلبه، وقد ظل مقيما بمصر حتى وفاته عام (1963م)، حيث دفن في مقبرة الشهداء بالقاهرة.

ليست هناك تعليقات

جمهورية أرض الصومال (صوماليلاند)

جمهورية أرض الصومال (صوماليلاند) هي دولة أعلنت استقلالها عن الصومال في عام 1991 عقب اندلاع الحرب الأهلية الصومالية. لكن لم يتم الاعتراف بها ...