الطفلة التي اختفت في غمضة عين
#الطفلة_التي_اختفت_في_غمضة_عين (1)
هذه القضية معقدة بشكل غير طبيعي، لدرجة أن أفضل المحققين بالعالم لم يتمكنوا من حلها، وقد وضعت مئات النظريات حول ما حدث لمادلين ماكين لكن لم يتمكن أي أحد من إثبات أي واحدة منها.…
إن قضايا اختفاء الأطفال هي أشهر القضايا التي تأخذ انتباه الرأي العام لزمن بعيد فمن منا لا يشفق على طفل مختف وعلى أهله؟ ولعل أشهر قضية اختطاف وأكثرها تعقيداً بالقرن الواحد والعشرين هي قضية اختفاء الطفلة مادلين ماكين ذات الثلاث سنوات والتي لم تحل حتى هذه اللحظة.
بداية القضية : من سرور إلى شرور
في العام 2003 وتحديدا بالسابع من مايو حظي كل من “جيري ماكين” و “كيت ماكين” بأول مولود لهم وكانت فتاة أسموها مادلين وكانت سعادتهم بها لا توصف. ورغم أن أصول العائلة إيرلندية إلا انهم رغبوا ان تترعرع ابنتهم بمدينة ليسترشير البريطانية.
بعد سنتين من ميلاد ابنتهم مادلين حظي الزوجان بتوأم أيضا، طفل وطفلة قاموا بتسميتهم “سين” و “إيميلي”.
بعد أن كبرت العائلة وأصبح لديها طفلة وتوأم قرروا أن يذهبوا برحلة جماعية للبرتغال، خاصة بعد أن تعبت الأم كيت بعملية الولادة الأخيرة لها. تم التخطيط بالفعل للرحلة وقد قاموا بتحضيرها بحيث يعودون لبريطانيا لتحظى مادلين ماكين بعيد ميلادها الرابع داخل منزلها.
قام الزوجان حينها بالحجز لرحلة في منتجع بحري يدعى “Ocean club” بشاطئ برايا دا لوز بقرية ألغارف بالبرتغال. كان عدد أفراد الرحلة تسعة بالغين وثمانية أطفال وقاموا باستئجار فيلا قرب المنتجع للإقامة فيها.
قرية ألغارف تعرف باسم “بريطانيا الصغيرة” لأن غالبية سكانها من أصول بريطانية، كما يتحدثون الإنجليزية وقد أتوا ليفتحوا مشاريع سياحية فيها.
استأجرت العائلة شقة تدعى 5A داخل فيلا تملكها إحدى الشركات، وكانت هذه الشقة مناسبة للعائلة حيث انها امتلكت غرفتي نوم وقد أخذ الزوجلن غرفة ووضعوا الأطفال بالغرفة الثانية.
في اليوم الثالث من شهر مايو بالعام 2007 وقبل يوم واحد من نهاية الرحلة وثلاثة أيام من عيد ميلاد مادلين ماكين قام الزوجان بطلب الطعام لشقتهم، وبعد أن انتهوا ذهبوا للمسبح والسعادة تملؤ وجوههم. وقامت الأم كيت بالتقاط صورة لمادلين بحدود الساعة 2:29 ظهراً وهي لا تعرف أن هذه الصورة ستكون الأخيرة لها.
وضع الأطفال بنادي رعاية داخل المنتجع للعب. وبحدود الساعة الثامنة ليلا أخذهم الوالدان. ثم قررا مع الأصدقاء الذهاب لتناول الطعام داخل مطعم المنتجع، فقامت الأم كيت بوضع طفلتها مادلين ذات الثلاث سنوات والتوأم ذوا العام الواحد للنوم بالساعة الثامنة والنصف مساء.. قبل أن تضع الأم ابنتها بالفراش سألتها مادلين:
“أمي، لماذا لم تأت إلينا حينما قمنا أنا وأخي الصغير بالبكاء في الليلة الماضية؟”
لم تفهم الأم مقصد الطفلة حينها ولم تعر لكلماتها اهتماماً، وذهب الوالدان للمنتجع الذي يبعد 55 مترا عن الفيلا التي استأجروها.
ورغم من أن المكان قريب إلا أنه لم يكن بإمكانهم الوصول إليه بسهولة، حيث أنه يتعين عليهم الالتفاف حول الفيلا والدوران حول المسبح الخاص بالمنتجع كما المرور بشارع عام مما يجعل المسافة الكلية بين المنزل وبين المطعم 82 مترا تقريباً..
#الطفلة_التي_اختفت_في_غمضة_عين (2)
ومن باب زيادة الأمان حجزت العائلة طاولة خاصة مطلة على نافذة، تلك النافذة تطل على الفيلا مباشرة.. فتستطيع العائلة مشاهدة الطابق العلوي للفيلا لكن ليس الشقة الأرضية، في الواقع فإن هذه الطاولة ظلت محجوزة لهم طيلة الإجازة، حيث أنهم ارسلوا رسالة للمطعم قائلين أن أطفالهم ينامون بالفيلا وأنهم يرغبون بهذه الطاولة حصرا لمراقبتهم. وقاموا بحجز الطاولة طيلة الإجازة من الساعة الثامنة والنصف إلى الساعة العاشرة. ساعة ونصف يومياً لمدة أربعة أيام. كما اتفق الأصدقاء أن يرسلوا أحدهم كل نصف ساعة للفيلا ليطمئن على الأطفال.
حينما خرجت العائلة استخدمت باب الفناء الخلفي، ولأن الباب لا يقفل إلا من الداخل تركته العائلة غير مقفل خاصة أن العائلة اطمأنت أن الأطفال لن يخرجوا بوجود بوابة أمان للأطفال.
وصلت العائلة والأصدقاء للمطعم بالساعة الثامنة والنصف كالمعتاد، وبالساعة التاسعة وخمس دقائق قام الأب غاري بالذهاب للشقة ليتطمئن على الأطفال ووجدهم نائمين.. لكنه قال أن باب غرفة نومهم لم يكن مغلقاً بالكامل وكأن أحدا ما دخل الغرفة.. وحينما حاول إغلاقه لم يتمكن من إغلاقه بالكامل لذلك تركه شبه مفتوح وعاد للمطعم. في طريق عودته التقى “جاين تانر” وكانت إحدى صديقات العائلة التي ذهبت للرحلة معهم، جاين كانت بطريقها لتطمئن على طفلتها وصادفت غاري بطريقها، قالت جاين لاحقا أن سبب تأخر غاري هو التوقف والدردشة مع أحد ملاك الفلل حيث رأته يقف ويتحدث مع أحدهم.
بحدود الساعة التاسعة والنصف قررت الأم كيت الذهاب لتفقد الأوضاع، فقام صديقهم “ماثيو أولدفيلد” وعرض عليها تفقد أطفالها بعد أن يتفقد أطفاله. ورغم أنها قالت إن عليها الذهاب لأنه دورها أصر الأخير عليها.. وبالفعل راح وتفقد أطفاله وكان كل شيء طبيعي. وحينما دخل الغرفة A5 وجد باب غرفة نوم الأطفال مفتوحاً بالكامل كما نافذة الغرفة، لم يتعب نفسه بدخول الغرفة والاطمئنان على مادلين والتوأم لكن ولأنه لم يسمع أي صوت ظن أن الأمور بخير وعاد للمطعم.
بالساعة العاشرة تماما ذهبت كيت لتفقد الأوضاع بشقتها، وحينما دخلت وجدت باب غرفة نوم الأطفال مفتوحاً، وحينما حاولت إغلاقه فشلت وكأن شيئا ما يسد الباب.. وقد لاحظت أخيراً ان النافذة كانت مفتوحة رغم أن هذه النوافذ لا تفتح من الخارج بل من الداخل فبدأت بالقلق فدخلت الغرفة لتفقد أطفالها. كان التوأم بخير فذهبت لسرير ابنتها ووجدت ألعابها بمكانها، وحينما رفعت الغطاء لم تجد مادلين ماكين بسريرها!
هرعت للمطعم وهي تصرخ “مادلين اختفت! هناك من اختطف ابنتي!”
قام الزوج غاري بطلب الشرطة للإبلاغ عن اختفاء ابنتهم مادلين، وبالساعة الحادية عشر وخمسة دقائق وصل ضابطان من الشرطة البرتغالية من قسم يبعد 8 كيلو متر عن مكان الفيلا، وأعلنوا بدء حملة تفتيش هي الأكبر في التاريخ الحديث عن الطفلة مادلين ماكين.
اعتقد الجميع بالبداية أن مادلين خرجت خارج المنزل من النافذة، ولأنها طفلة فهي لا تستطيع الإبتعاد لمسافة بعيدة فقامت الشرطة بالبحث عنها وتطوع ستة عشرة عاملا وسائحا في النزل للمساعدة. وبدأوا التجوال بالمنطقة وهم يصرخون باسم مادلين لعلها تأتي إليهم لكن دون أي فائدة.
بعد نصف ساعة شك الضابط أن الأمر ليس فقدان الطفلة وإنما هو حالة اختطاف. فلا يمكن لطفلة بعمر ثلاث سنوات أن تسير مسافة بعيدة، لذلك طلب من العائلة أن تمنحه صورة لها لينشرها لكن العائلة لم تفعل.
قامت الشرطة حينها بالإتصال بوحدة الجرائم والتي أحضرت كلاباً شمامة للمساعدة بالبحث بحلول الساعة الثانية صباحاً، اي بعد 4 ساعات من اختفاء الطفلة.
وفي الساعة الثامنة صباحا أحضرت الشرطة كلاب إنقاذ وبدأت بتفتيش السواحل، الكهوف والأبار والمواقع الأثرية والمجاري. وبعدها بساعتين (أي بعد 12 ساعة من اختطاف الطفلة) حصلت الشرطة على صورة للطفلة ومواصفاتها، وقامت بوضع حواجز حول المدينة. كما أبلغت خفر السواحل لبدء تفتيش القوارب والسفن بحثا عن مادلين ماكين.
قالت الشرطة أن العائلة لم تكن جادة بعملية البحث، فلم يقوموا بمنح الشرطة أي صورة لمادلين بالوقت المطلوب. كما أنهم لم يقوموا بمنحهم قطعة من ملابسها لتشمها الكلاب لتبدأ عملية البحث الا بعد فوات الأوان. ونتيجة لعدم وجود صورة لم تستطع الشرطة نصب حواجز وإيقاف السيارات الخارجة من المدينة بسرعة، لذلك قام رئيس التحقيق “غونزالو أمارال” بالبدء بالتحقيق مع العائلة لأنه توقع أن لديهم يدا باختطاف الطفلة، لأنه بالعلم الجنائي فإن أول أربع ساعات من الاختطاف تعرف بالساعات الذهبية. حيث أن الأمل بالعثور على الضحية كبير للغاية، لكن العائلة والأصدقاء لم يقوموا باستغلال الفرصة وقاموا بتضييعها ولذلك بدأ التحقيق معهم واحدا تلو الآخر.
#الطفلة_التي_اختفت_في_غمضة_عين (3)
حينما سألت الشرطة الأم كيت عن ملابس الطفلة أخبرتهم أنها كانت ترتدي بيجامة نوم وردية فاتحة وعليها أشكال ورود. وقالت جاين للشرطة انها رأت رجلاً غريبا يحمل طفلة ويتوجه بها عكس اتجاه الفيلا.. وكانت الطفلة ترتدي ذات الملابس بطريق عودتها للمطعم. كما أن هذا الرجل لم يبد أنه سائح، في الواقع كانت ملامحه شرق متوسطية مما يعني أنه لم يكن بريطانياً حتى.
كانت هذه أول معلومة مهمة حصلت الشرطة عليها، وقامت حينها بالتحقيق بالأمر.. وحينما ذكرت جاين أنها رأت الأب غاري يتحدث مع أحد ملاك الفلل، غاري قال أنه لم يراها. في الواقع فإن الشخص الذي كان يتحدث معه قال أنه لم ير جاين ولم ير الرجل المزعوم.. علماً أن الشوارع ضيقة للغاية وهذه القرية تعرف ببريطانيا الصغيرة، فلو مر رجل ذو ملامح شرق متوسطية لتم ملاحظته بسرعة مما جعل المعلومة غير مهمة.
بعد خمسة أيام من الاختطاف قامت الشرطة البرتغالية بإبلاغ الإنتربول، والذي قام بوضع مادلين ماكين ضمن قائمة المفقودين عالميا. بعد أن وصلت القصة لمسامع الإنتربول قام مجموعة من ملاك الفلل بإبلاغ الشرطة البريطانية، والتي لم يكن لها علم بالقصة إطلاقا حيث أن العائلة لم تبلغ عن طفلتها المفقودة مما زاد الاشتباه بهم.
قامت السفارة البريطانية حينها بالتنسيق مع السلطات البرتغالية لإنشاء فريق للبحث عن الطفلة مادلين ماكين. ووافقت السلطات البرتغالية حينها وتم تكوين فريق يحوي نخبة من الضباط والمحققين من كل من المؤسسات.
كل هذه الفرق وضعت أفضل محقيقها لأجل البدء بعملية البحث عن الطفلة مادلين، لكنهم فشلوا. رئيس التحقيق غونزالو أمارال أصر أن العائل قامت بقتل الطفلة أو بيعها..
وقاموا بهذه المسرحية لأجل التغطية على فعلتهم.. لكنه لم يملك دليلا ضدهم لذلك قام بتركيز تحقيقاته عليهم ووضعهم ضمن قائمة المشتبه بهم وأمر بمراقبتهم. الأمر الذي أدى لحدوث سوء فهم بين الفريق الذي لم يصدق أن العائلة المكلومة لديها يد باختطاف طفلتها.
قائمة المشتبهين: من اختطف مادلين ماكين؟
بعد اثني عشر يوما من اختفاء مادلين ماكين كان واضحا أن الطفلة قد اختطفت أو قتلت.. وأن عمليات البحث عنها عديمة الجدوى. حيث أنها لم تعد بالقرب من المنزل. لذلك قامت الشرطة البرتغالية بوضع قائمة للمشتبه بهم وبدأت تحقيقاتها مع أول مشتبه به غير العائلة.
1-روبرت مورات
“روبرت مورات” مواطن بريطاني-برتغالي يعمل بمجال تأجير الفلل ويعيش مع والدته.
روبرت كان يعيش على بعد 137 متر من الفيلا التي اختطفت منها مادلين. وما أثار الشكوك حوله هو أنه كان يسأل الصحفيين عن القضية كثيرا وإن كانوا وجدوا المجرم أم لا، مما وضعه كأول مشتبه به بالقضية.
روبرت قال أنه قلق على مادلين لأنه يملك طفلة بذات العمر بإنجلترا وأن لا علاقة له بالاختطاف.
أثناء التحقيق معه قال ثلاثة من أصدقاء العائلة أنهم شاهدوا روبرت يقف حول الفيلا قبل اختطاف مادلين بفترة. كذلك قالت إحدى العاملات بدار رعاية الأطفال أنها رأته يتجول عند دار الرعاية، بالإضافة لمواطنين بريطانيين شاهدوه حول الفيلا بوقت مقارب للاختطاف.
بعد أن رآه ستة أشخاص حول الفيلا قبل أن تختطف مادلين قال أنه كان يتمشى، خاصة أنه يعيش بالقرب من تلك الفيلا. وقالت أمه أن ابنها كان بالمنزل وقت حدوث الاختطاف. ورغم أن شهادة الأم لم تحتسب كشهادة قوية نظرا للقرابة بينهما.. إلا أنها كانت كافية لوضعه خارج دائرة الاشتباه مؤقتاً. قامت الشرطة البرتغالية بمنعه من مغادرة البرتغال وتم تفتيش منزله وممتلكاته، كما أن تفريغ المسبح خاصته لفحص أي عينة DNA لمادلين ماكين لكنهم لم يجدوا شيئاً.
بعد التحدث مع الشهود والتحقيق مع أصدقاء روبرت قالت إحدى صديقاته أنها رأت امرأة تتصرف بغرابة أمام الفيلا. كما قالت أنها رأت سيارة مستأجرة بنية اللون تسير بسرعة كبيرة عكس الطريق بالقرب من الفيلا في وقت الاختطاف، لكن هذه المعلومات لم تقد لأي نتيجة حيث أنها لم تتذكر رقم اللوحة الخاصة بالسيارة.
الاشتباه بروبرت قاد لعدة أعمال عنف ضده، حيث قام مجموعة من الناس باقتحام منزله لاحقاً كما وأحرقت إحدى سياراته وتعطلت أعماله نتيجة وضعه بقائمة المتشبهين.
في الواقع فإن أصدقائه تم منعهم من السفر وتعطلت أعماله لذلك رفعوا دعوى تشهير دون أي دليل على المحكمة البريطانية.. واخذ روبرت تعويضاً قيمته 600 أبف باوند بريطاني. أما أصدقائه الثمانية فأخذوا 100 ألف باوند لكل واحد منهم.. مما جعل المحكمة البريطانية تخسر 1.4 مليون باوند لأنها أخطأت الاشتباه.
2 – عصابة محلية
قام قسم الشرطة البريطانية بالحصول على معلومات من المستأجرين السابقين بالفيلا.. والذين قالوا أن هناك أشخاصا طرقوا عليهم الباب بالليل طالبين تبرعاً لدار أيتام محلي.
بعد التحقيقات بمواصفاتهم اكتشفت الشرطة أنهم قد كانوا حول الفيلا قبل اختطاف مادلين بفترة قصيرة.. وقد طرقوا الأبواب على عدة فلل طالبين منهم تبرعات لميتم حكومي بالبرتغال.
تلك العصابة كانت تحاول الدخول للفلل باسم جمع التبرعات لتقوم بالسرقة منها.. كما أنهم دخلوا الفيلا A5 بأول يوم من استئجارها من قبل عائلة ماكين وطلبوا من الأب غاري التبرعات.
الحكومة البرتغالية قالت إن هذه العصابة لا تملك القوة والشجاعة الكافية لاختطاف طفلة، حيث أنهم يسرقون الفلل والتبرعات.. لكنهم ليسوا على القدر الكافي من الشجاعة للقيام بعملية اختطاف لذلك تم ازالتهم من قائمة المشتبه بهم
.3- الرجل الأشقر القبيح
في الثاني من مايو قبل اختطاف مادلين بيوم واحد شوهد رجل أشقر قبيح الشكل يقف على الجهة الأخرى من الشارع حيث الفيلا. كذلك وقبل الاختطاف بساعات معدودة شوهد هذا الرجل يتكأ على جدار الفيلا الخلفي حيث باب الفناء. وشوهد أيضا في المنتجع البحري مع عائلة ماكين وكان دوماً ينظر إلى الفيلا بحسب بعض الشهود الذين رأوه.قامت حفيدة مالك الفيلا بمنح الشرطة مواصفات الرجل، فقالت أنه كان أشقر الشعر، قبيح الشكل، بالثلاثينات من عمره ويملك بقعا داكنة على وجهه. وعلى الرغم من أن ملامحه تطابق ملامح البريطانيين إلا انه لم يبد عليه أنه سائح.
لم يتمكن الفريق من تحديد هوية هذا الرجل. والأغلب أنه تمكن من الهرب خارج البرتغال لعدم نصب حواجز ونقاط تفتيش بالوقت المناسب.
4 – الرجل المقنع
قالت إحدى الفتيات المقيمات بالفيلا أنها رأت رجلاً يقف بالجهة الأخرى من الشارع وينظر باتجاه الفيلا، كما قالت أنه وقبل اكتشاف اختفاء الطفلة مادلين رأت هذا الرجل يخرج من الفيلا بهدوء شديد ويحاول إغلاق باب الفناء الخلفي بيديه الاثنتين حتى لا يصدر أي صوت.
لم تتمكن الفتاة من منح تفاصيل دقيقة لملامحه نظرا للباسه الغريب.
5 – الرجلان الأشقران
في الساعة الرابعة و 35 دقيقة عصراً شوهد رجلان أشقران.. أي قبل اختفاء مادلين بست ساعات تقريباً. شوهدوا بالشقة رقم 5C والتي يفصل بينها وبين الفيلا التي كانت فيها مادلين ماكين أقل من عشرين مترا.
أولئك الرجلان شوهدا يقفان عند الفيلا وشقة 5A قبل أربع ساعات من الاختفاء. وبعد اختفاء الطفلة رآهم بعض السياح وهم يصرخون على بعضهم البعض، وبعد ساعة من اختفاء الطفلة انتبه المارة لهم فأخفضوا صوتهم ورحلوا بهدوء.
الشكوك تحوم: هل تورط أحد أفراد الأسرة؟
1- الأب غاري
بعد التحقيقات قام الأب غاري بتغيير أقواله، فقال المرة الأولى أنه حينما دخل ليطمئن على ابنته كان باب الفناء الخلفي مفتوحاً، حيث أنه لا يقفل إلا من الداخل، لكنه غير أقواله لاحقاً بمقابلة مع صحيفة the sundy times.
ورغم أن الباب فعلا لا يقفل إلا من الداخل، إلا أن تغيير أقوال الأب كان كافيا للاشتباه به.
الأمر الثاني هو أن الأب كان قد دخل الشقة لكنه لم يطمئن على مادلين رغم أن النافذة كانت مفتوحة، كيف لم ينتبه الأب ان النافذة مفتوحة رغم أن هذه النافذة لا تفتح إلا من الداخل؟! ولماذا اطمأن على التوأم ولم يطمئن على مادلين ماكين؟
2 – الأم كيت
قام الضابط بسؤال الأم كيت لماذا قامت بالذهاب للمنتجع لتبلغ الجميع باختفاء ابنتها، لماذا لم تتصل بالشرطة مباشرة؟
قالت حينها أنها لم تعرف رقم الشرطة البرتغالية وهي فعلا لم تعرفه بل طلبت من الموظفين الاتصال بالشرطة، فسألها الضابط حينها لماذا لم تتصل بزوجها بدلا من قطع مسافة 82 مترا لإخباره؟ ولماذا لم تمنح الشرطة أي صورة للطفلة حتى مرور 12 ساعة من اختفائها؟ ولماذا لم تمنح الكلاب الشمامة قطعة من ملابس الطفلة حتى تقوم الكلاب بعملها؟
لم تستطع الأم كيت الإجابة على كل هذه الأسئلة.
3- الصديق ماثيو أولدفيلد
ماثيو كان أحد أصدقاء العائلة وقد عرض على كيت الذهاب والاطمئان على الأطفال بنفسه، ورغم أن كيت قالت أنها ستذهب لأنه دورها أصر الأخير على الذهاب بدلاً منها. وقد ذهب وعاد قبل نصف ساعة من الوقت المحدد لاختفاء
الطفلة أي أنه آخر من رأى الطفلة من المجموعة.لماذا أصر ماثيو على تفقد الأطفال بدلا من كيت رغم أن الدور كان دورها؟ ولماذا هو الآخر لم يهتم للنافذة المفتوحة رغم معرفته أن هذه النوافذ لا تفتح إلا من الداخل؟ والأهم من كل ذلك أنه آخر من دخل إلى غرفة الطفلة قبل فقدانها.
ماثيو لم يملك أي رد هو الآخر على أسئلة المحققين.
#الطفلة_التي_اختفت_في_غمضة_عين (4) والأخير
بعد اثني عشر يوما من اختفاء مادلين ماكين ونظرا للتركيز الإعلامي الضخم على القضية قامت العائلة ببدء حملة تبرعات وكان شعارها “لن نترك حجرا لن نبحث تحته” وطلبت المساعدة من الناس.
تم إنشاء موقع إلكتروني للحملة وخلال ثلاثة أشهر زار الموقع أكثر من 80 مليون زائر من حول العالم. وقام الكثير من الأثرياء والممثلين والمشاهير الأوروبيين بدعم الحملة وتموليها وكان أولهم الكاتب السويدي “براين كيندي” والذي دعمهم بالمال والمحامين. وخلال خمسة سنوات حصلت العائلة على 1,846,178 جنيه استرليني من التبرعات مع مبالغ أرسلها مليونيرات أوروبيين ولم يتم الإفصاح عنها. كما أن مجموعة من الأثرياء والقنوات الإعلامية عرضوا جائزة قدرها 2.5 مليون جنيه استرليني لمن يعثر على مادلين ماكين أو يدلي بأي معلومة تؤدي للعثور عليها.
قامت العائلة باستخدام جزء من الأموال بإحضار فريق من المحققين المختصين، الأمر الذي أدى لاحقاً لإبطاء التحقيق خاصة أن معظمهم لم يستطع تحدث البرتغالية. كما وحدث سوء فهم بينهم وبين المحققين البرتغاليين عدة مرات واستاءت الشرطة البرتغالية من العائلة كثيراً.
يوم 26 مايو أي بعد 23 يوما من حادثة الاختطاف وانتشار الأخبار قام الزوجان البريطانيين “مارتن سميث” و “ماري سميث” بإبلاغ الشرطة البرتغالية عن شهادتهم حيث أنهم كانوا برحلة سياحية وقت الاختطاف.
قالوا أنهم شاهدوا رجلا يتراوح طوله مابين 175-180 سم يحمل طفلة عمرها 3-4 سنوات. كانت الطفلة تملك شعرا أشقراً وترتدي بيجامة نوم وردية فاتحة عليها أزهار تماماً كالتي كانت ترتديها مادلين ماكين قبل اختفائها.
كان هذا الرجل يملك شعرا بني اللون كما أنه لم يكن مرتاحاً بحمله للطفلة وكان متلبكاً ينظر يميناً ويساراً. لقد شاهدوه يخرج حول النادي البحري يمشي على الشاطئ كما أن شكله لم يوحي بأنه سائح. هذه المواصفات تعني وجود مشتبه جديد، حيث أن جاين تانر قالت أنها رأت رجلاً يحمل طفلة بذات الملابس لكن ملامحه متوسطية وليست أوروبية مما وضع الشرطة في حيرة أكبر.
ونظرا للمواصفات الدقيقة التي تذكرها السائحان أخذت الشرطة بشهادتهما أكثر من شهادة جاين (والتي اعتبرت فبركة) وقاموا بوضع مواصفات الرجل ضمن برنامج محاكاة لصنع الصور. وبالعام 2013 (أي بعد 6 سنوات من اختفاء مادلين) تمكنوا أخيراً من صنع صورة تقريبية ونشروها على قناة BBC مطالبين بأي معلومة عن هذا الشخص. إلا أن الأمر بالطبع لم يفلح، ما يثير التساؤل حقا هو أن الصورة التي رسمها الحاسوب فيها شبه كبير للغاية بالأب غاري.
قامت الشرطة البرتغالية بإرسال فريق من المختبر لأجل جمع عينات الحمض النووي، وقد وجدوا عشرين عينة مختلفة إحداها كانت غريبة. حيث أنها لم تكن لأي من الذين دخلوا الغرفة من العائلة والأصدقاء.. لكن ونظرا لأن الشرطة البرتغالية لم تقم بإغلاق الشقة فقد دخل إليها زوار وسياح وبعض المحققين الذين عينتهم العائلة. وكانت النتيجة أن الأدلة تعرضت للتخريب مما يعني أن العينة التي حصلوا عليها ليس لها أي قيمة.
أدلة جديدة في قضية اختفاء مادلين
بعد أربع سنين من البحث عديم الفائدة كادت القضية أن تموت. واقترحت العائلة على الشرطة البرتغالية طلب المساعدة من محقق خاص يدعى “داني كروغل”. داني هو محقق جنوب إفريقي ادعى اختراعه لجهاز يستطيع تحديد موقع الشخص بواسطة الأقمار الصناعية، وكل ما يحتاجه هو عينة من الـDNA خاصته.
ورغم أن هذا مجرد هراء إلا أن العائلة لم يكن لديها أي أمل أخر، وبشكل غير مفاجئ لم تستفد العائلة من أي شيء منه. إلا أن الأخير ادعى أن عينة الـ DNA التي حصل عليها من الشرطة البرتغالية غير صالحة، وهو أمر حقيقي بالفعل لكن هذا لا يعني أنها لو كانت صالحة لكان استطاع إيجادها فتركته العائلة.
بعد ذلك طلبت الأم كيت المساعدة من روحانيين، وهنا أوقفها الضابط غونزالو أمارال وزادت شكوكه حولها. قال غونزالو أن الطفلة لم تتعرض للاختطاف إنما للقتل. وقال أن العائلة قتلت الطفلة وتحاول أن تدلنا على جثتها باستخدام أسس روحانية غير علمية حتى تتوه التحقيق وحتى لا نستطيع تحديد معرفة ما جرى لها بالتحديد.
تم وضع احتمالية مقتل الطفلة وأمر الفريق الجنائي أن يأتوا للمساعدة للبحث عن جثة الطفلة.
وافق الضابط البريطاني “مارك هيريسون” على تقديم المساعدة للبحث عن الجثة. وأتى للمدينة بطائرة هيليكوبتر وطار فوق مسافة دائرة قطرها 15 كيلومتر وبحثوا بأرجائها ولم يجدوا شيئاً مما يعني أن الجثة مدفونة وليست مرمية.
تم إحضار 100 ضابط من الفرق وبدأوا الحفر بنفس الدائرة ولم يجدوا جثة مادلين ماكين.
هل ماتت مادلين؟
تم إحضار الكلاب الشمامة مجدداً للبحث، واستمرت عملية البحث خمسة أيام بالمدينة، رغم أن مدربي الكلاب نصحوهم بأن يفتشوا يومين بالمدينة والباقي على الشواطئ. عموماً فإن الضابط مارك رفض وتم التفتيش خمسة أيام بالمدينة ولم يجدوا شيئا. ولاحقا تم تفتيش الشواطئ ولم تعثر الكلاب على أي رائحة لجثة.
قام الضابط غونزالو حينها بالإستعانة بوحدة الإغاثة، وطلب منهم إحضار أفضل الكلاب الشمامة لديهم. وتم بالفعل إحضار أفضل كلبين، كان الكلب الأول مختصا بشم رائحة الدماء ولديه القدرة على شمها حتى بعد مرور سنين عليها، في الواقع لديه القدرة على شم آثارها إن لم تمسح الدماء على عجل!
أما الكلب الثاني فكان أنثى، وكان اختصاصها هو الجثث. حيث أنها تستطيع شم رائحة الجثث حتى لو دفنت الجثة أربعة أمتار تحت الأرض. كما يمكنها التعرف على رائحة الجثث حينما تعلق على الملابس. تم أخذ الكلاب للشاطئ ولم ينبح أي منهما، لا كلب الدماء ولا كلب الجثث لذلك انطلقوا بهما للفيلا.
حينما دخلت الكلاب لغرفة مادلين بدأ الكلب المختص بشم رائحة الدماء بالنباح، ثم ذهب خلف الخزانة وحول الأريكة بالغرفة، هذه الكلاب تستطيع التفريق بين رائحة الدم البشري ورائحة دم الحيوانات مما يعني أن هناك دماءً سالت في هذين المكانين بالتحديد، لأن الكلاب لم تلتقط أي رائحة للدماء حول الفيلا ولا على الشاطئ. هذان المكانان بالتحديد نزلت فيهما دماء قبل اختفاء الطفلة مادلين ماكين.
الأم كيت قالت أنها تذكرت رؤية بقعة بنية اللون على البيجامة التي ترتديها الطفلة. وهو حقا لأمر غريب أن تتذكر هذا الكلام بعد أن عرفت الشرطة بنزول دماء داخل الغرفة التي كانت فيها مادلين، مما زاد الشكوك حولهم. فذهبت الشرطة إلى المنزل الذي أقاموا فيه بعد الحادثة وأخذوا الكلاب معهم.
حينما دخلت الكلاب بدأ الكلب المختص بشم رائحة الدماء بالنباح، وأشار على دمية محشوة لمادلين ماكين كانت على سريرها قبل اختفائها، مما يعني أن هناك آثارا للدماء على هذه الدمية المحشوة.. على الدمية التي كانت تعانقها مادلين كل ليلة!
مالذي يجري الآن؟ لماذا التقطت الكلاب رائحة دماء بالغرفة التي كانت تنام فيها مادلين؟ ومن ثم التقطت رائحة الدماء على دميتها المحشوة؟ ويومها تحولت القضية لقضية قتل أكثر من كونها قضية اختطاف، والمشتبه الأول بهذه القضية كانت العائلة.
قامت الشرطة حينها بأخذ الدمية كدليل، كما قامت بأخذ ملابس العائلة، قفازات بلاستيكية، حقائب السفر، ورقة مذكرات مستعملة ودفتري مذكرات كانت الأم كيت تكتب بها منذ اختفاء طفلتها، مع إنجيل قالت الأم كيت أنها استعارته من صديق لها.
حين بدء تفتيش المذكرات والإنجيل وجد المحقق خطاً أحمر في سفر صموائيل، وكانت العبارة تشرح كيف قتل الله طفل داوود لأن الأخير خالف أوامره فكان عقابه بقتل ابنه.
حتى هذه اللحظة كان الضابط غونزالو أرامال هو الوحيد الذي يتوقع أنها جريمة قتل وأن القاتل هي العائلة.. لكن بعد رائحة الدماء بالشقة وعلى الدمية والخط على هذه الآية من بين جميع الآيات بالإنجيل أصبح الجميع يشكون بالوالدين.
أثناء جمع الملابس ووضعها بقسم الأدلة قام أحد الكلاب بالنباح على فستان للأم كيت ووقف عنده. حسنا دعونا لا نستعجل بحكمنا فقد يكون السبب في ذلك أن الأم كيت جرحت نفسها بالخطأ ونزفت القليل من الدماء، وربما هذه الدماء هي آثار من دورتها الشهرية من يدري! لا يمكننا الحكم على آثار دماء على فستان الأم كيت.
حسناً المشكلة أن هذا الكلب لم يكن الكلب المختص بشم رائحة الدماء، بل إنما الكلب المختص بشم رائحة الجثث!
نعم يا عزيزي القارئ هناك رائحة لجثة بشرية على فستان الأم!
هل الأم هي القاتلة؟
قام الضابط غونزالو فورا بسؤالها عن سبب التقاط الكلب لرائحة جثة على فستانها فاتصل الوالدان بمحاميهما على الفور. بعدها قال المحامي أن الأمر طبيعي فالأم تعمل طبيبة عائلية ومن الطبيعي أن يتشبع فستانها برائحة الجثث. لكن، هل من الطبيعي أن تذهب لعملها وهي ترتدي فستاناً؟!
إن هذا الرد لم يكن مقنعا للمحقق، كل شيء لم يكن مقنعا له وكان سيظل خلف الوالدين حتى يكشف حقيقة جريمتهم الشنيعة. فقامت وحدة الجرائم البرتغالية بحجز سيارة كل من الأب غاري و روبرت مورات والذي كان أول مشتبه به بالقضية، وقاموا بصف السيارتين وترك بينهما مسافة 6 إلى 9 أمتار وتم إحضار الكلاب الشمامة.
حين وصول الكلاب بدأت فورا بالنباح على سيارة الأب غاري. وحينما تم إدخالهم إلى السيارة ذهب الكلب المختص بشم رائحة الدماء إلى المقعد الأمامي وبدأ بالنباح لأنه التقط رائحة للدماء.. في حين أن الكلب المختص بشم رائحة الجثث ذهب لصندوق السيارة وبدأ بالنباح.
تم تفتيش الصندوق جيدا، فأخرجت الشرطة ولاعة كهربائية خاصة بالسيارة وحلقة مفاتيح والتي كانت مخفيتين بحذر تحت غطاء الصندوق، وحينما تم إخراجهم بدأ الكلب بالنباح عليهم. أي أن الولاعة وحلقة المفاتيح فيها رائحة لجثة بشرية، كما أن المقعد الأمامي فيه آثار لرائحة دماء بشرية. وعند تفتيش صندوق السيارة الخلفي عثروا على شعر أشقر داخله!
قامت الشرطة البرتغالية وقتها بتوجيه اتهام رسمي بقتل الطفلة وإخفاء جثتها. وتم جمع عينات الشعر من السيارة وأرسلت لبريطانيا بناء على طلب الفريق لأجل القيام بتحليل الحمض النووي. وحولت القضية للضابط “إنكاناسو” والذي أرسل رسالة للوالدين يطلب فيها قدومهما للقسم. وبعد وصولهما وجه لهما اتهاماً صريحاً بالقتل وقام بإخبارهما بأنهما موضوعان تحت المراقبة.
في السابع من سبتمبر من العام ذاته عادت نتائج التحاليل، إلا انها كانت سلبية نظرا لأن العينات لم تكن محفوظة بشكل جيد. لذلك فإن نسبة تطابق عينات الشعر التي أخذت من الصندوق مع الحمض النووي الخاص بمادلين هي 20٪ فقط، وهي نسبة غير قابلة لللعتبار كدليل.
لكن هذه النسبة كانت كافية لمنع الوالدين من مغادرة البرتغال ووضعها تحت الإقامة الجبرية.
استدعى الضابط إنكاناسو الأم كيت وأخبرها أن عليها الاعتراف بالجريمة، ووعدها لو أنها اعترفت ودلتهم على مكان الجثة فسيعتبر موت الطفلة حادثة. وستقضي الأم سنتين بالسجن في حين أن الأب لن يقضي أي وقت بالسجن، وسيسمح له بمغادرة البرتغال وبعد أن ذكرت كيت للمحامي قال لها ألا تجاوب على اي أسئلة إلا بحضوره. وبعد عدة ساعات تم استدعائهم للتحقيق.
الأب غاري أجاب على جميع الأسئلة، أما الأم كيت؟ لم تجب ولا على سؤال واحد.
سألها الضابط إنكاناسو 48 سؤالا، وجلس معها لمدة أحد عشر ساعة وهي صامتة ترفض الإجابة على أي سؤال. فقام بتكرار العرض عليها مرة أخرى، إن اعترفت بما جرى ودلتهم على مكان الجثة فسيعتبر الأمر مجرد حادثة وستقضي سنتين بالسجن ثم تكون حرة إلا أنها اكتفت بالصمت
فما كان من إنكاناسو إلا أن نشر إشاعة أن نسبة تطابق عينات الحمض النووي التي أخذت من الشعر بصندوق السيارة هي 100٪. مما جعل الصحف البرتغالية تهاجم الوالدين، لقد كانت خطته هي شن حرب نفسية على العائلة حتى يضغط عليهم بالاعتراف.
ولأن الوالدين لم يكونا يفهمان اللغة البرتغالية فلم تفلح خطة الضابط إنكاناسو، نتيجة لذلك بدأ الضابط يسرب المعلومات للصحف البريطانية والصحف الناطقة بالإنجليزية بأوروبا وقد بدأت الأخبار تتوالى منه وبدأت الصحف تتهم العائلة بقتل طفلتها.. ثم سمح لهم بمغادرة البرتغال بعد يومين.
مجرد أن سُمح لهم بالمغادرة غادرت العائلة لبريطانيا فورا، ووصلت لها بيوم التاسع من سبتمبر.
قام رئيس قسم وحدة الجرائم المسؤولة عن القضية “تافريس دي ألميدا” بتوقيع تقرير رسمي مكون من تسع صفحات يتهم العائلة فيه بقتل الطفلة عن طريق الخطأ ثم إخفاء جثتها. كما اتهم أصدقاء العائلة وعمال المطعم بالمساعدة وقام بمنحها للقاضي العام “بيدرو فرياس” للإطلاع عليها في سبيل توقيع مذكرة اعتقال للوالدين.. إلا أن القاضي لم يوقع نظرا لعدم وجود دليل قاطع.
أستمر الضابط إنكاناسو بحربه النفسية ضدهم، فكان يقوم بأخذ المستجدات وترجمتها ثم تسريبها للصحف البريطانية مجاناً عل وعسى أن تعترف العائلة. لكنه أصيب لاحقاً بسرطان المعدة ومات بعد ثلاث سنوات ولعل اليوم الذي أصيب فيه بالسرطان كان ذات اليوم الذي حقق فيه مع الأم كيت، لكنه قاوم المرض لثلاث سنوات قبل وفاته أخيراً.
بعد وفاته توقفت التقارير والتسريبات والحرب النفسية التي شنها عليهم. وتعرض فريق التحقيق لخسارة قوية جدا.
الاشتباه بالضابط غونزالو
إن كنت تعتقد عزيزي القارئ أن التعقيد بهذه القضية قد انتهى فستكون مخطئاً، حيث أن الضابط غونزالو تم الإشتباه به باختطاف مادلين بل وتم اتهامه بإعاقة التحقيقات عن طريق المساعدة بحل الفريق.
فالضابط قال أن الشرطة البريطانية لا تأخذ الأمور بجدية، حيث أنها قامت بالتحقيق برسالة بريدية وصلت للأمير تشارلز تخبره أن أحد عمال المنتجع اختطف الطفلة. وما أزعجه أن الفريق انشغل بهذه الرسالة وأخذها على محمل الجد.. رغم أنها من الواضح أنها رسالة كيدية أرسلها أحد عمال المنتجع لينتقم من رفيقه.
كما قال أن الشرطة البريطانية تقف مع العائلة، واتهمها بإخفاء الدلائل، وقال أنهم أصبحوا يتصرفون وكأن البرتغال تحولت لمستعمرة بريطانية.
ما أثار الشكوك حوله هو حدوث جريمة أخرى لمقتل فتاة تدعى “خوانا كابيرو”، والذي اتهم فيها الضابط غونزالو بتغطية الأدلة فتمت إقالته من الخدمة.
بعد إقالة الضابط طلبت الشرطة حضور العائلة والأصدقاء لأجل إعادة تمثيل الحادثة لعلهم يجدون شيئا جديدا، إلا أن المنتجع رفض طلب الشرطة.. كما أن العائلة والأصدقاء رفضوا القدوم وطلبوا من الشرطة استخدام ممثلين بدلا من حضورهم.
إغلاق القضية : هل ضاعت مادلين ماكين للأبد؟
في العام 2008 وبيوم 21 من شهر يوليو بعد أكثر من عام على اختفاء مادلين لم يعثر على أي أثر عليها، في الواقع لم يعثر على أي دليل على حالتها وإن كانت ميتة أو على قيد الحياة.
الدليل الوحيد الذي وجد هو جوارب مادلين، والتي عثر عليها داخل مزرعة تقع بشبه جزيرة على الشاطئ وتبعد 50 كيلومترا عن الفيلا حيث اختفت منها مادلين.. لكن هذا الدليل لم يكن دليلا قاطعا على حياتها أو وفاتها ولا تعرف الشرطة كيف وصلت جواربها إلى تلك المزرعة.
من يتحمل وزر هذه الطفلة؟
لذلك وبالرابع من أغسطس من العام ذاته تم إغلاق القضية رسمياً، ورفع حالة الإشتباه عن جميع المشتبه بهم بلا أي استثناء.
قام المدعي العام البرتغالي “فيرناندو مونتيرو” بنشر كل ما عرف عن القضية حتى تلك اللحظة، وقام بمنح الصحف والقنوات الأرشيف الكامل للقضية، نُشرت 11232 صفحة من أرشيف القضية وجُعلت متاحة للعوام.
الضابط غونزالو ترك الخدمة مجبراً، لكنه لم يرغب بترك الوالدين يفلتان بفعلتهما حسب قوله، فبعد 20 يوما من إغلاق القضية قام بتأليف كتاب واتهمهما بقتل طفلتها عن طريق الخطأ ثم إخفاء جثتها. بيعت أكثر من 180 ألف نسخة من هذا الكتاب خلال بضعة شهور بل وترجم لست لغات.
العائلة رفعت دعوى تشهير ضد غونزالو وطالبت بتعويض 600 ألف جنيه إسترليني، ورغم أن العائلة لم تتمكن من الحصول على المال، إلا أن الدعوة تمكنت من تفعيل قانون العقوبات المعمول به بالإتحاد الأوروبي.. وتم إسكات ومنع غونزالو أرامال من الكتابة ومن التحدث للصحافة لأكثر من خمس سنوات.
مادلين ماكين لا تزال حية
بالرغم من أن تحقيقات الشرطة البرتغالية قادتهم لنتيجة مقتل مادلين وإخفاء جثتها، إلا أن عدة شهادات قادت لنتيجة أخرى، وأنا هنا لا أتحدث عن شهادات لأشخاص رأوا مشتبهين بهم قرب المنزل قبل اختفاء الطفلة، بل إن هناك امرأة رأت الطفلة بنفسها.
في التاسع من سبتمبر من العام 2007 قالت سائحة نرويجية أنها كانت بالمغرب برحلة سياحية، وكانت تملأ سيارتها بالبنزين داخل محطة بمدينة مراكش بالمغرب ورأت طفلة تطابق ملامحها ملامح مادلين وبنفس العمر.
كانت الطفلة برفقة شخص مغربي وكانت تسأله باللغة الإنجليزية “متى أستطيع رؤية أمي”. مما دفع كيت وغاري لإرسال محقق خاص للمغرب، إلا أنهم لم يجدوا اي أثر لها، كما أن العائلة بنفسها ذهبت للمغرب للبحث عن الطفلة المفقودة دون جدوى.
حينما تم التحقيق مع المرأة أكدت أن هذه الطفلة هي مادلين، فكل المواصفات طابقتها كما أن لهجتها كانت انجليزية بريطانية.
فريق “أوكلي”
الوالدان كيت وغاري قاما حينها بتعيين المحقق أوكلي، محقق أمريكي يعمل بالعاصمة الأمريكية.. ومنحته 500 ألف جنيه إسترليني لستة شهور من وقته، قام الأخير بإنشاء فريق مكون من 5 محققين ومنح القيادة للمحقق “هينري إيكستون” ضابط سابق بجهاز الإستخبارت البريطاني MI5.
كانت مهمة فريق أوكلي الأولى هي التحقيق مع الغجر والذين يعتقد انهم اختطفوا الطفلة لبيعها او إجبارها على التسول.
بعد أن تم التحقيق مع الشهود قال لهم مارتن سميث (والذي شاهد رجلا يحمل طفلة عند الشاطئ بعد اختفاء مادلين) انه اكتشف ان هذا الرجل ليس إلا الأب غاري، حيث أن غاري عند عودته لبريطانيا كان يحمل ابنه الصغير بذات الطريقة مما يقوي نظرية أن العائلة قتلت طفلتها.
وربما أغلقت القضية بالبرتغال لكنها لم تغلق ببريطانيا، فقد استمرت الشرطة البريطانية بالتحقيق كما وعينت “آلان جونسون” محقق بقسم الأمن القومي لقيادة القضية.
ألان أخذ كل المعلومات التي يحتاجها من الذين سبقوه بالبحث، إلا أنه اشتكى من العامة، حيث أن الكثيرين تطوعوا للمساعدة مما صعب التحقيق. كما أن الكثيرين ذكروا معلومات بعضها لم يكن إلا إشاعات، وبعضها الآخر لا يصدقه عقل. كما أن الكثيرين من المتطوعين كانوا باحثين عن الشهرة فقط لا أكثر.
كذلك فإن كثرة المحققين الخاصين الذين عينتهم العائلة عكست النتيجة ، فلم يعملوا بشكل منظم مما أدى لجمع معلومات متناقضة وغير مرتبة أو مؤكدة.
كل هذه الأمور أدت لاحقاً لإغلاق القضية ببريطانيا في العام 2010.
عملية المزرعة
في العام 2011 نشرت الأم كيت كتاباً سمته “مادلين”، وفي مقدمة الكتاب وضعت عريضة تطالب فيها رئيس الوزارء البريطاني آنذاك “ديفيد كاميرون” بإعادة فتح القضية لمحاولة إيجاد مادلين.. ووقع العريضة أكثر من 20 اأف شخص وذهبت لمجلس النواب البريطاني والذي أعلن عن فتح القضية مجدداً.
بدأت حينها عملية المزرعة والتي قادتها “تيريزا ماي” رئيسة الأمن القومي البريطاني بالإشتراك مع 29 محققا من الشرطة وثمانية مدنيين.
إعادة فتح القضية أغضب الرأي العام، فأصبح الغالبية من السكان يؤمنون بنظرية أن العائلة قتلت طفلتها.. وتحاول إخفاء الحقيقة. لكن لم يكن هناك أي خيار سوى رؤية النتيجة.
وخلال الثمان سنوات اللاحقة قام الفريق بترجمة عشرات الألوف من الوثائق ودراستها، وقاموا بدراسة أكثر من 8000 شهادة مختلفة، وحققوا ب1338 ادعاء من قبل الشهود وتفحصوا 1027 دليلا مختلفا وقاموا بالتحقيق مع 650 شخص لديهم سوابق جنسية مع الأطفال مع ستين مشتبها به بالقضية.
تمكنوا حينها من العثور على مشتبه بهم جددا وكان أهمهم هو رجل من إيرلندا الشمالية قام بالتحرش ببناته الأربعة وتم سجنه. وبعد خروجه من السجن ذهب واستقر بمدينة “كارفيرو” بالبرتغال والتي تبعد 40 كيلومتر عن مدينة باريا دا لاز التي كانت فيها مادلين. مع العلم أنه شوهد يتجول بالمنطقة قبل اختفائها بعدة دقائق، لكن لم يتمكنوا من العثور على دليل ضده.
المشتبه به الثاني كان رجلا سويسرا يدعى “أرس آيسخ” وقد كان بيدوفيليا و متورطاً بجريمة قتل طفلة سويسرية تبلغ من العمر خمس سنوات.
ورغم أنه كان بإسبانيا وقت اختفاء مادلين، إلا أنه امتلك منزلا قرب الفيلا التي كانت فيها الطفلة وشوهد في المنطقة قبل اختفائها.
كذلك تم اتهام “كليمان فرويد” ،وهو مذيع بريطاني-ألماني لديه تاريخ حافل بالتحرش بالأطفال وشوهد كذلك قرب الفيلا قبل اختفاء مادلين.
لم تستطع الشرطة البريطانية إيجاد أي دليل دامغ على هؤلاء المشتبه بهم الجدد، وكما كلف إعادة فتح القضية أكثر من 11.75 مليون جنيه إسترليني، ومع ذلك لم يتمكنوا من العثور على مادلين ولا على أي دليل جديد مهم بقضيتها وقادهم التحقيق لنهاية مسدودة.
فقامت الشرطة بإغلاق القضية في شهر مايو من العام 2020 لعدم القدرة على التمويل.
وما إن أغلقت القضية ببريطانيا حتى فتحت بالجارة ألمانيا، حيث قامت الحكومة الألمانية بفتح تحقيق مع مواطن ألماني يعرف باسم “كريستيان بروكنر” والذي كان متحرشا بالأطفال وله سوابق إجرامية كثيرة إحداها كان تهريب المخدرات ووكلت الحكومة المدعي العام “هانز فولترز” لتوليها.
كريستيان كان بالبرتغال أثناء اختفاء مادلين، كما أن حبيبته البريطانية قالت للشرطة أنه قال لها أن لديه عمل مهم بالبرتغال بمدينة باريا دلا لاز حيث اختفت مادلين. كما قال لها أنه “عمل فظيع ولكن عليه فعله لأنه سيغير حياته” ثم تابع بأنها لن تراه لفترة طويلة من الوقت.
بعد اختفاء مادلين بيوم واحد قام كريستيان ببيع سيارته، كما أنه باعها على عجلة وبخسارة كبيرة مما يفتح باب التساؤلات.. ماهو العمل الذي كان يقوم به؟ ولماذا هو عمل “فظيع” علماً أن كلمة فظيع بالنسبة لمجرم مثله يعني أنه عمل مثير للإشمئزاز حتى بالنسبة لبيدوفيلي مثله.
فما هو العمل ولماذا انتهى العمل بعد اختفاء مادلين ولماذا باع سيارته تماما بعد يوم من الحادثة؟ ما زاد الشكوك حوله هو أن كريستيان قال أنه قضى إجازته بالبرتغال بمزرعة على شبه جزيرة.. وحينما قال لهم اسم المزرعة أكتشف هانز أنها ذات المزرعة التي وجدت جوارب مادلين فيها!
قال هانز أن مادلين تعرضت للقتل، وأن كريستيان له علاقة مباشرة بالجريمة وأن عليه الذهاب للبرتغال للتحقيق. تواصلت السفارة الألمانية مع الحكومة البرتغالية وطلبت إذن قدوم فريق من الشرطة الألمانية للقيام بعملية تفتيش المزرعة، كذلك دخلت الشرطة البريطانية على الخط.
عموماً أتى الفريق بالفعل وبدأ بتفتيش المزرعة التي أتى إليها كريستيان، كان من المؤكد التقاء مجموعة من البيدوفيليين في هذه المزرعة وربما حدوث جرائم اغتصاب. حينما فتشوا المزرعة لم يعثروا على أي دليل، وحينما قاموا بحفرها لم يعثروا على أي جثة.
طلبت الشرطة الألمانية القيام بمراجعة سجلات الاتصالات التي خرجت من شريحة كريستيان في تاريخ اختفاء الطفلة. وحينما تم عرض السجل كانت المكالمة التي تحدث بها مع حبيبته وقت أخبرها أنه سيقوم بعمل مقزز وفظيع لم تحدث داخل المزرعة، في الواقع فقد حدثت على بعد 5 دقائق من الفيلا التي كانت فيها مادلين!
قال هانز حينها أن كريستيان قتل مادلين على سد يقع على شبه الجزيرة ثم قام برميها بالبحر. كريستيان اعتقل لكن ليس بسبب قضية مادلين بل بسبب قضية اغتصاب سجين أمريكي يبلغ من العمر 72 سنة داخل سجن بالبرتغال وسيطلق سراحه بالعام 2025.
نظريات حول القضية
إن هذه القضية بدون مبالغة قضية الاختطاف بالقرن الواحد والعشرين، فقد كلفت هذه القضية عشرات الملايين من الدولارات ولا تزال مستمرة إلى يومنا هذا. وما يثير الدهشة أنه حتى هذه اللحظة ورغم كل الجهود الحثيثة فلا يوجد دليل واحد لما حدث مع مادلين ماكين فلا أحد يعلم أن كانت حية أو ميتة. وقد ظهرت المئات لا بل الألوف من النظريات التي تفسر ما حدث لها سأتحدث عن أهمها:
1- مادلين ماكين قتلت
تؤمن الحكومة البرتغالية بهذه النظرية والمشتبه الوحيد هما الوالدان. فتعتقد أنهما قتلا مادلين بحادثة وقامت بتغطية الموضوع بمساعدة من الأصدقاء. ما دعم أقوال هذه النظرية هو أن العائلة ضيعت الساعات الأولى لاختفاء الفتاة ولم تعط للشرطة أي صورة لها ليتم تعميمها إلا بعد مرور 12 ساعة.
كذلك رائحة الدم والجثة التي شمتها الكلاب البوليسية بغرفة مادلين وفستان الأم وصندوق السيارة. والأهم من ذلك هي آثار الشعر التي وجدت بصندوق السيارة والتي تعود غالباً لمادلين ماكين.
عدا أن العائلة كانت مديونة ورهنت منزلها وفكت الرهن لاحقاً باستخدام الأموال التي حصلوا عليها من التبرعات.
لكن السؤال هو لماذا قامت العائلة بإعادة فتح التحقيق بعد موت القضية؟ إن كانوا حقاً قد قتلوا طفلتهم فإن الناس نست القضية وإعادة فتحها لفت الأنظار لهم، فإن كانوا القتلة فكان لا بد عليهم الصمت وعدم لفت الانتباه لهم مجدداً فلماذا طالبوا بفتحها مجدداً؟! وإن كانوا قتلوها فأين هي جثتها؟!
والأهم من كل ذلك هو شهادة السائحة النرويجية، ومن المستحيل ان السائحة قد اخطئت مادلين مع فتاة أخرى فما هي الاحتمالات لوجود طفلة تطابق ملامحها ملامح مادلين وتتحدث إنجليزية بلكنة بريطانية بالمغرب مع رجل غريب وتطلب منه رؤية أمها، لو كانت بدولة أخرى ربما قلت أنها مخطئة لكن المغرب قريبة للغاية من البرتغال.
2 – كريستيان بروكنر
قال المدعي الألماني العام هانز فولتز أن مادلين تعرضت للقتل على يد البيدوفيلي المجرم كريستيان، أو أن لديه يد مباشرة بقتلها، كما يعتقد أنه قام باغتصابها، وسيتم التحقيق مع كريستيان فور خروجه من السجن.
3 – نظريات الاختطاف
نظرا لعدم وجود الجثة فإن نظريات الاختطاف منتشرة وهناك الكثير من المتهمين:
العصابة البرتغالية
هي ذاتها العصابة التي تدخل الفلل السياحية وتسرق التبرعات باسم المياتم، إلا أنه وحسب أقوال الشرطة فإن هذه العصابة لا ترغب بالتورط بعملية اختطاف أو أي جريمة تصنف على أنها جناية. وكل أعمالهم ليست إلا جنحات عقابها عدة أسابيع بالسجن.. لذلك فإنه من غير المرجح أن هذه العصابة لها يد بالموضوع.
مجموعة من البيدوفليين
من المعروف ان بريطانيا هي أكثر دول أوروبا بانتشار البيدوفيليا فيها، وبالطبع فإن قرية “بريطانيا الصغيرة” بالبرتغال لن تكون أفضل من أختها الكبيرة.
فهناك خمسة أشخاص اشتبه بهم للقيام باختطاف مادلين لاغتصابها وجميعهم بريطانيون.
مافيا الاتجار بالبشر
من المعروف أن مافيات الاتجار بالبشر تفضل العمل في الأماكن السياحية لأن الاختطاف هناك أسهل بكثير. حيث يأتي الناس للراحة والإسترخاء وينسون أطفالهم لفترة من الوقت.
ما يدعم أقوال هذه النظرية هي السيدة النرويجية والتي أقسمت انها رأت مادلين بالمغرب برفقة رجل أكبر منها وتطلب منه رؤية والدتها.. هل يعقل أن أحد تجار البشر اختطفها وباعها لأحد أثرياء المغرب؟! مع الأخذ بعين الاعتبار أن المسافة بين المغرب والبرتغال ليست كبيرة.
الغجر
إن الغجر هم شعب هندي الأصل يعيش بالشتات بأوروبا، معروف عنهم السرقة والتسول واختطاف الأطفال وبيعهم.
ونظراً لأن الأوروبيين لم يعودوا يمنحونهم المال، أصبح الغجر يقومون باختطاف الأطفال ذوي الملامح الأوروبية وكسر أيديهم وتشويه أجسادهم ثم نشرهم بالشوارع للتسول.. وبعد ذلك يأخذون منهم المال الذي حصلوا عليه.
لا يوجد الكثير من الأدلة التي تدعم النظرية حيث أن الغجر رُحل ولا يستقرون بمكان واحد، فحتى لو اختطفوا مادلين فالأغلب أن الحال انتهى بها بدولة أوروبية أخرى.
المافيا الألبانية
من المعروف أن المافيا الألبانية هي أقوى مافيا بأوروبا، ولعل أشهر أعمالهم هي القيام باختطاف الفتيات الأوروبيات وتحويلهن إلى مدمنات على المخدرات.. ثم تشغيلهم بالدعارة مقابل الجرعة اليومية لهن.
إن ما يدعم هذه النظرية هي أقوال جاين، حيث أنها ادعت رؤية رجلا يحمل طفلة ترتدي نفس ملابس مادلين، وكانت ملامحه متوسطية أي أنها مثل ملامح الألبان. لكن المافيا الألبانية لا تختطف الأطفال الا ما ندر، حيث أن معظم الفتيات التي يختطفوهن مراهقات وبالغات لذلك فإن هذه النظرية ضعيفة.
العائلة باعت طفلتها لتجار البشر
إن كانت العائلة لم تقتل مادلين فهي بالتأكيد باعتها، فالعائلة ضيعت أول الساعات بعملية البحث، كما أنها عرقلت سير التحقيقات عن طريق طلب المساعدة من عدة محققين أجانب، وهو أمر رفضته الشرطة البرتغالية الا أن العائلة أصرت.
كما أن الأهم من ذلك هو الإهمال الشديد وعدم المبالاة، فكيف لم تنتبه العائلة للنافذة المفتوحة رغم أن هذه النافذة لا تفتح الا من الداخل؟!
إن جميع هذه النظريات نظريات ممكنة لكن وحتى هذه اللحظة لم يتم إيجاد أي دليل دامغ على أي واحدة منها. وبقي مصير مادلين ماكين مجهولا، ولا أحد يعلم أين هي. في الواقع لا أحد يعلم إن كانت حية أو ميتة من الأساس. فإن كانت ميتة فهي ماتت بعمر الثلاث سنوات وقبل عامها الرابع بعدة أيام، أما إن كانت على قيد الحياة فهي اليوم تبلغ 21 سنة من العمر.
ولا تزال الجائزة المعروضة موجودة حتى يومنا هذا، فإن عثر شخص على مادلين أو أدلى بأي معلومة تؤدي إليها فستتم مكافأته بمبلغ 2.5 مليون جنيه استرليني و ما يعادل 3.1 مليون دولار أمريكي. ولعل هذه الجائرة منحت الأمل لألوف المحققين وصيادي الجوائز لكن أحدا منهم لم يتمكن من العثور عليها.
في العام 2019 قامت شركة نتفليكس الأمريكية بإنشاء فيلم وثائقي عن القضية، كما ظهرت لاحقا امرأة بولندية تدعى “جوليا فاوستينيا” وادعت أنها الطفلة المفقودة مادلين وظهرت على برنامج أمريكي شهير. ورغم وجود شبه كبير بين صورتها وهي طفلة وصورة الطفلة مادلين إلا أنهم قاموا بعمل تحليل DNA لها واتضح أنها مجرد باحثة عن الشهرة فقط لا أكثر.
اليوم احتفل الأخوة التوأم لمادلين بعيد ميلادهما الثامن عشر بعيدا عن أختهما والتي لا يذكران أي شيء عنها. لكنهما حزينان على اختفائها ويتمنيان أن يأتي اليوم الذي يلتقيان فيه بها أو على الأقل يعرفان ما الذي جرى لها.
إذن ما رأيك عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة بقضية اختطاف القرن الواحد والعشرين؟ هل تعتقد أن مادلين على قيد الحياة أم ميتة؟ وإذا كانت ميتة فمن قام بقتلها وأين قتلت؟ وإن كانت حية فكيف تم اختطافها وأين هي الآن؟ وهل تصدق أن لوالديها علاقة باختفاءها؟
النهاية.
قضية اختفاء مادلين ماكين تُعتبر واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل والغموض في القرن الواحد والعشرين. دعونا نُلقي نظرة على النظريات المختلفة المتعلقة بهذه القضية المعقدة:
ردحذف1. **مادلين ماكين قتلت:**
- **نظرية الحكومة البرتغالية:** تعتقد أن الوالدين قتلا مادلين عن طريق الخطأ وقاما بتغطية الأمر. هذه النظرية مدعومة بأدلة مثل رائحة الدم والجثة التي شمتها الكلاب البوليسية في غرفة مادلين وصندوق السيارة، وكذلك الشعر الذي وُجد في صندوق السيارة.
- **الأسئلة المطروحة:** إذا كان الوالدان قد قتلا مادلين، فلماذا أعادا فتح التحقيق في القضية بعد أن هدأت الأمور؟ وأين الجثة؟
2. **كريستيان بروكنر:**
- **المشتبه به الألماني:** المدعي العام الألماني هانز فولتز يعتقد أن كريستيان بروكنر، وهو مجرم معروف بجرائمه الجنسية، قد يكون له يد في اختفاء مادلين أو قتلها. سيتم التحقيق معه بعد خروجه من السجن.
3. نظريات الاختطاف:
- **العصابة البرتغالية:** يُعتقد أن العصابة التي تسرق المنازل السياحية قد تكون متورطة. ومع ذلك، فإن الشرطة ترى أن هذه العصابة تتجنب الجرائم الكبيرة مثل الاختطاف.
- **مجموعة من البيدوفليين:** اشتبه بخمسة بريطانيين بأنهم اختطفوا مادلين لاغتصابها.
- **مافيا الاتجار بالبشر:** تدعم هذه النظرية شهادة السيدة النرويجية التي رأت فتاة تشبه مادلين في المغرب.
- **الغجر:** يُعرف عن الغجر أنهم يختطفون الأطفال لاستخدامهم في التسول. لكن الأدلة على تورطهم في هذه القضية ضعيفة.
- **المافيا الألبانية:** تُعرف هذه المافيا باختطاف الفتيات الأوروبيات، لكنهم عادة ما يستهدفون المراهقات وليس الأطفال.
4. **العائلة باعت طفلتها لتجار البشر:
- **نظرية بيع الطفلة:** يُعتقد أن العائلة قد تكون باعت مادلين بسبب ديونها المالية. يدعم هذه النظرية التأخير في الإبلاغ عن اختفائها وعدم التعاون الكامل مع الشرطة البرتغالية.
الأدلة المتناقضة:
- **عدم وجود جثة:** يظل غياب الجثة أكبر عقبة أمام إثبات أي من هذه النظريات.
- **شهادة السائحة النرويجية:** تُعزز فكرة اختطاف مادلين ووجودها في المغرب.
### الأمل المعلق:
- **الجائزة المالية:** لا تزال هناك جائزة كبيرة لمن يقدم معلومات تؤدي إلى العثور على مادلين، مما يُبقي الأمل حياً لدى المحققين وعامة الناس.
### التطورات الأخيرة:
- **وثائقي نتفليكس:** ساعد في تسليط الضوء على القضية.
- **ادعاء جوليا فاوستينيا:** أثارت ضجة لكنها تبين لاحقًا أنها غير صحيحة بعد تحليل DNA.
### الختام:
تظل قضية مادلين ماكين غامضة بدون دليل قاطع يثبت أي نظرية. قد تكون مادلين حية أو ميتة، ولا يزال العالم يترقب أي دليل يمكن أن يحل لغز اختفائها.
ما رأيك أنت؟ هل تعتقد أن هناك نظرية معينة أكثر إقناعاً؟ أم تعتقد أن الحقيقة لم تظهر بعد؟ ☺️ اريد التواصل أخي ابراهيم واتساب
00212705892858