المجرم الذي جندت اليابان 130 ألف جندي من أجل معرفة هويته



بسبب شخص جندت اليابان 130 ألف شرطي بالاضافة لمساعدة كل الشعب الياباني من اجل تحديد هويته لكنه أذل الجميع في واحدة من أغرب وأكثر القضايا الاجرامية حبكة في التاريخ!


قصة المجرم الذي هدد بتسميم كل مصانع الاغذية في اليابان!


يوم 18/03/1984 شخص ياباني اسمه كاهاتسو ايزاكي كان في منزله يستمتع بحمامه وفجأة دخل عليه شخصان ملثمان وقاما بخطفه وهو عار .. ايزاكي هو صاحب مصنع مشهور للحلويات في اليابان اسمه "غليكو"


في اليوم الثاني وصلت رسالة لمصنعه مفادها أن المجرمين يطلبون فدية لاطلاق صراح كاهاتسو ايزاكي .. فدية قيمتها مليار ين ياباني و10كغ من الذهب، واخبروهم ان التسليم سيكون في كابينة هاتف يحدد مكانها المختطفون..


ولكن قبل يوم من دفع الفدية ايزاكي استطاع الهرب من الخاطفين بعد ان قام بقطع الحبل وكسر باب المستودع الذي كان مسجونا داخله ليهرب ويتصل بأقرب مخفر للشرطة.


المشكل أن ايزاكي لم ير وجوه خاطفيه ولم يستطع تحديد ملامحهم، ورغم أن عملية الخطف فشلت إلا أن الخاطفين لم يتوقفو وعادوا ليرسلو رسالة تهديد لإيزاكي ولمصنعه، وكان مافاد الرسالة: إذا لم تقدمو لنا مبلغ 480 ألف دولار سنقوم بتسميم الحلويات التي ينتجها للمصنع بالسيانيد!


وحتى يثبتو لأصحاب المصنع أنهم قادرين على تنفيذ وعيدهم تسللو للمصنع واضرمو النار في جزء منه، هذا الامر جعل الجميع يتأكد أن هؤلاء حقا مصرون على تنفيذ خطتهم اذا لم يدفع إيزاكي المبلغ المطلوب، انتشر الخبر وانتشر معه الرعب بين أطياف الشعب الياباني وهو ما جعل السلطات اليابانية تجند 130 ألف ضابط.

في الثمانينات كانت الشرطة اليابانية هي الأقوى في العالم ولكن قضية مصنع "غليكو" كانت قضية جد محيرة، حيث أن المجرمين في هذه القضية استطاع أن يخدع 130 ألف ياباني ومعهم كل الشعب الذي كان مجندا كذلك .. 


وبالاضافة لهذا فالمجرمون كانو يقومون بتحدي الشرطة على امساكهم وهذا ما اعتبرته الصحافة اليابانية إذلالا للشرطة، حيث انه في اكثر من سنة ونصف بعثو للشرطة 100 رسالة والرسائل كانت تستهزئ بهم وتتحداهم أن يمسكو بهم، وكانت الرسائل فيها تلميحات عن مكان المجرمين!


‏الرسالة الأولى كانت كالتالي: إلى الشرطة الأغبياء رغم عددكم الكبير إلا أنكم لم تستطيعو تحديد مكاننا أنتم مجرد عاهات وحفنة من الحمقى لذلك سنعطيكم بعض التلميحات والدلائل التي ستساعدكم في كشفنا ... التلميحات كانت عبارة عن اقتراحات عن هوية المجرم مثل: يمكن ان يكون المجرم من داخل المصنع .. وممكن ايضا ان يكون اصحاب المستودع الذي هرب منه ايزاكي متورطون.


الذي كتب الرسالة للشرطة اعطاهم كذلك معلومات عن لون السيارة التي تم استخدامها عند خطف ايزاكي، حيث قال أن لونها رمادي، وحتى انهم اعطوهم اسم السوبر ماركت الذي اشترو منه الطعام عند خطف ايزاكي .. وفي نهاية الرسالة كتبو للشرطة إذا لم تستطيعو امساكنا بعد هذه الدلائل والمعلومات فأنتم "لصوص" تسرقون أموال الناس التي تدفع الضرائب للدولة من أجل توفير الامن .. ولكن الظاهر أننا سنقوم بخطف رئيس شرطة المحافظة لتتعظو.


بعد هذه الرسالة بدأت تصل كميات كبيرة من الرسائل للصحف والجرائد، حيث ان المجرمين كانو يراسلون الوسائل الاعلامية حتى يضمنو ان رسائلهم تنتشر على نطاق واسع وفعلا الموضوع انتشر في اليابان كلها وكل الشعب الياباني كان يتابع الجريمة وكأنها فيلم


الرسائل الكثيرة لم تستفد منها الشرطة اليابانية على الاطلاق وهو ماجعلهم في موقف لا يحسدون عليه امام شعبهم، ورغم ان الشرطة اليابانية كانت تعمل على القضية بشكل رهيب الا انها لم تستطع مجاراة المجرمين الذين كانو اذكياء جدا، والشيء الوحيد الذي استطاعت الشرطة كشفه هو اللهجة التي كانت تكتب بها الرسائل وهي لهجة سكان اوساكا..


بعد 3 اشهر من القضية كان الشخص الذي يكتب الرسائل يسمي نفسه في آخر الرسالة الرجل الغامض صاحب 21 وجه، وبعد 9 اشهر من استمرار الامور على حالها مصنع آخر لصناعة الحلويات اسمه موريناغا بدأت تصله رسائل بأنه اذا لم تدفعو لنا مبلغ 410 الف دولار فإنكم ستتحملون مسؤولية الذي سيحدث .. ولكن اصحاب المصنع لم يعيروهم اي اهتمام!


بعد 8 أيام الجرائد اليابانية وصلتهم رسالة مفادها: إلى كل امهات اليابان، في الخريف تكون الشهية مفتوحة والحلويات شهية كثيرا لذلك أضفنالكم نكهة جديدة وهي حلويات بنكهة بوتاسيوم السيانيد ... طعمه مر قليلا ولكنه لن يؤدي لتسوس اسنان أطفالكم .. كما أننا وضعنا تحذيرا على العلب التي فيها هذه النكهة .. وهناك 20 علبة بهذه النكهة من هاكاتا حتى طوكيو!


وبالفعل اصحاب المحلات في اليوم الموالي وجدو علب عليها "تحذير سيانيد" حيث تم اكتشاف 18 علبة، واحدى العلب كانت موجودة بسوبر ماركت يبعد امتار فقط عن منزل صاحب المصنع الذي تم خطفه والذي ذكرناه في بداية الثريد "ايزاكي"، ولكن لم يتم كشف علبتين من العشرين علبة ...



وفي الرسالة التالية قال المجرمون المرة القادمة ستكون هناك 30 علبة فيها سم ولن نضع تحذيرا عليها هذه المرة، بعد اسبوعين من هذه الرسالة تم نشر اكثر من 40 الف شرطي لمراقبة المحلات والسوبر ماركت بجميع انحاء اليابان، ولكنهم لم يستفيدو اي شيئ من عمليات المراقبة ..


لم تعرف الشرطة اليابانية هل حقا قام المجرمون بتنفيذ وعدهم وتسميم 30 علبة ام لا ولكنهم وجدو في احد المحلات علبة فيها سم وبعد الرجوع للكاميرات، وجدو ان شخص غريب يرتدي قبعة وضع شيئ غريب مكان العلبة ولكن للاسف التسجيل كان سيئ ولم يستطيعو كشف هوية الرجل.


الشرطة نزلو مكالمات وتسجيلات التهديد التي تصل للمصنع وهو الامر الذي صدم واخاف الشعب الياباني حيث أن التسجيلات لم تكن للعصابة ولا للمجرم صاحب 21 وجه بل كانت تسجيلات لإمراة وطفل صغير .. وفي واحدة من المكالمات كان الطفل الصغير يعطي معلومات للمصنع بأنهم يتركو حقيبة فيها نقود خلف مقعد بمحطة حافلات .. 


هذه المكالمات لم تساعد أبدا في حل القضية وضلت الامور على حالها حتى شهر مارس 1985، وهو تاريخ مرور سنة كاملة على خطف ايزاكي وخلال هذه المدة 31 شركة غذاء وحلويات تعرضت للابتزاز والمضايقات دون ان تجد الشركة حل للقضية، والغريب ان هناك شركات رضخت لمطالب المجرم وجهزولو الاموال ووضعوها في المكان الذي أراد ورغم ذلك لم يأخذهم!


وفي احد المكالمات مع شركة "غليكو" طلب منهم ارسال موظفين بالمصنع لكابينة هاتف بالشارع حتى ينتظرو منه مكالمة، ولكن الشركة ارسلت شرطيين متنكرين بزي العمال .. عند وصولهم للمكان المحدد لم تصلهم اي مكالمة .. وفي اليوم الموالي اتصل المجرم بالشركة واخبرهم انهم ارسلو له شرطيين ولم يرسلو عاملين كما طلب وقال لهم انه كشف الشرطيين من عيونهم لأن بها خباثة الشرطة!


وبعد سنة ونصف من اختطاف ايزاكي وبداية هذه القضية الرجل الغامض صاحب 21 وجه بعث رسالة اعلن فيها انه سيتوقف .. وحينها ظهرت اخبار ان الشرطة الوطنية اليابانية ووسائل الاعلام وصلتهم اكثر من 28 ألف رسالة خلال سنة ونصف، وانو الشرطة استخدمت اكثر من 130 الف شرطي. ...


الشرطة حرفيا انذلت واتفضحت امام الشعب بعد ظهور هذه المعلومات ولكنهم قامو بنشر كل ما توصلو اليه ليثبتو للشعب الياباني ان القضية ليست قضية عادية وكانت هذه هي احتمالاتهم واحتمالات الشارع الياباني عن القضية:


 الاحتمال الاول قالو انو ممكن تكون القضية مفتعلة من داخل المصنع وكاهاتسو ايزاكي يمكن ان يكون متورط بالموضوع .. وارجعو الامر الى ان ايزاكي هرب بطريقة غريبة من الخاطفين وان مصنع غليكو الخاص بإيزاكي تهدد مرة واحدة على عكس مصنع موهيناغا الذي تم تسميم علب الحلويات فيه .. ولكن هناك من دافع على مصنع ايزاكي واكد انه تضرر بسحب منتجاته وتسريح عماله وغلقه مؤقتا وهو ما تسبب بخسائر كبيرة، واتهام ايزاكي هو امر مستحيل


الاحتمال الثاني هو وجود مجرم او مجموعة مجرمين يحاولون الانتقام من المصانع الغذائية لانه سنة 1955 وقع حادث شهير بمصنع لحليب الاطفال .. حيث وقع زرنيخ في وحدة انتاج بودرة الحليب وهو ما أدى لمرض 12 الف رضيع و183 ماتو .. واحزرو من هو هذا المصنع انه مصنع "موريناغا"

المصنع حينها تفاهم مع اهالي الاطفال وتم تعويضهم، ولكن بعد 14 سنة ظهر تقرير عن الاطفال الناجين واكد التقرير انهم راح يعانيو من امراض في المستقبل!


الشرطة قالت لماذا لايكون المجرمون هم نفسهم الاطفال الذين عانو من هذه الحادثة، وانهم عندما كبرو قررو الانتقام، ولكنهم قالو لماذا يهاحم هؤلاء الاطفال كل المصانع والمصنع لي سممهم واضح ومعلوم وهو مصنع موريناغا


‏الاحتمال الثالث والاخير هو ان شخص اسمه مانابو مايازاكي هو المجرم وهو من قام بكل هذا، حيث انه في بداية التهديدات كان هناك مجرم طلب من مصنع غذائي 100 مليون ين ياباني، وبالفعل رضخو لمطالبو ولكنهم خبرو الشرطة، وعند التسليم وبعد رؤيته للشرطة هرب ولم يستطيعو الامساك به ولكنهم قامو بإعادة رسم ملامحه بناء على الافراد لي شاهدوه اثناء المطاردة، والرسمة اللي طلعت معهم كانت تشبه شخص اسمو مانابو مايازاكي .. وحتى يتأكدو احضرو امو واخبروها من بالرسمة فأخبرتهم بأنه إبنها مانابو .. ولعلمكم "مانابو" ظهر من مدينة اوساكا وهي نفسها المدينة لي لهجة سكانها مثل لهجة المجرم المبحوث عنه.


وفوق كل هذا مانابو هو ابن زعيم كبير في مافيا الياكوزا اليابانية وعنده مشاكل وقضايا عدة ولكنهم لم يستطيعو ان يتهموه او يثبتو عليه اي شيئ لأنهم لا يملكون اي دليل مادي يدينه، ومايهم الشرطة هو توضيحهم للناس كيف اشتغلو على القضية لدرجة انهم رجعو بالتفكير ل30 سنة سابقة وشككو بلي تسممو بالحليب ، ورسمو ملامح شخص كانت حقيقية لدرجة ان امه تعرفت عليه .. وتركو الخيار للجميع في تحديد هوية المجرم ..


يعني الشرطة قالت للشعب الياباني هذا شغلنا وهذه استنتاجتنا واي شخص يستطيع كشف هوية الفاعل فليتفضل ويورينا عضلاته ... وفي نهاية الثريد راح اصدمكم المتهم مانابو بعد غلق القضية قام بكتابة كتاب عن كل الجرائم لي ارتكبها وحط بغلاف الكتاب نفس الصورة التي رسمتها له الشرطة والكتاب حقق ارباح بقيمة 100 مليون ين ... يعني مانابو لو حقا ضيع 100 مليون لي كان راح ياخذها من الشركة هاهو يربحها بطريقة ذكية .. ولو كان حقا هو الفاعل راح يكون أكثر شخص أهان الشرطة على كوكب الارض


النهاية 
 

ليست هناك تعليقات

جمهورية أرض الصومال (صوماليلاند)

جمهورية أرض الصومال (صوماليلاند) هي دولة أعلنت استقلالها عن الصومال في عام 1991 عقب اندلاع الحرب الأهلية الصومالية. لكن لم يتم الاعتراف بها ...